فن وثقافة

جزوة

عثمان ناجي

هكذا سقطت الكلمة داخل الحديث.

زيزوة.

رددتها مرات عديدة، ظنت أنها مزحة أخرى.

زيزوة، زيزوة، زيزوة.

شرح لها بكل جدية كيف أن هذا الكلمة الذي تصدر أزيزا غريبا يشبه

موجة  كهرباء تخترق الهواء، ماهي في الحقيقة سوى إسم ابريق صغير لصنع القهوة.

سألت حولها بشغف مفتش شرطة مبتدىء.

هل صحيح أن الزيزوة هي الزيزوة؟

نعم، نعم.

تأكدت من الأمر.

الزيزوة هي الزيزوة.

في اليوم الموالي، اقتنت جزوة براقة وكأنها فانوس رمضان.

سلمتها له في طقوس أولمبية خالصة.

تابعت حركاته وهو يضع البن والسكر داخل  الفانوس الصغير.

جلست قربه واحتست فنجان البن المر بلذة لا تعادلها لذة.

بعد أول رشفة، اعترف لها بكل شيء.

الزيزوة لا تصنع القهوة فقط، بل تصنع الحب كذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى