الإضراب في المغرب: حين تصبح “كرة” الحوار حبيسة ملعب الحكومة والنقابات!
دابا ماروك
لنكن صرحاء: الحديث عن مشروع قانون الإضراب أصبح كأننا نتابع مباراة في كرة قدم بين فريقين غير متكافئين. من جهة، لدينا الحكومة التي تتحكم في جدول اللعب، ومن جهة أخرى، النقابات التي تحاول جاهدة ألا تخسر الكرة في منتصف الطريق.
الجولة الأولى: الوزير السكوري يدخل الملعب
مصادر مطلعة أكدت أن فريق الاتحاد المغربي للشغل قرر أن يمنح الوزير السكوري فرصة لإثبات مهاراته في “المراوغة السياسية”. ولكن، لنكن صادقين، هل يملك هذا الوزير القدرة على تحويل اقتراحات النقابات إلى أهداف حقيقية؟ أم أن ما نشهده هو مجرد “مباراة استعراضية” هدفها الوحيد كسب الوقت؟
التعليق ممنوع… لكن لماذا؟
النقابات قررت أن تضع “الريموت” على الصامت. “لا تعليق على الخطوات المقبلة”، تقول المصادر. يا له من مشهد ساخر! كأنهم يقولون: “سننتظر كيف سيلعب الخصم، ثم نقرر ما إذا كنا سنشجع أم نطلق صافرة الاستهجان.”
الرهان على “العيار الثقيل”؟
يبدو أن الجميع يترقب بشغف هل سيأتي الوزير السكوري بمشروع قانون “من الوزن الثقيل”، أم أنه مجرد نسخة مخففة قد تنهار تحت ضغط أول احتجاج في الشارع؟ النقابات تفضل أن تتحلى بالصبر، ربما لتفادي “الإصابات السياسية” التي قد تنتج عن أي تصريح سابق لأوانه.
اتهامات وبيع وشراء: الكواليس تتحدث!
المثير للسخرية أن بعض النواب في الغرفة الأولى لم يترددوا في توجيه أصابع الاتهام نحو النقابات، متهمين إياها بممارسات “بيع وشراء” تحت غطاء العمل النقابي. النقابات، بدورها، قررت ألا ترد. لماذا؟ ربما لأنها اعتادت على أن تكون “كبش الفداء” في كل أزمة سياسية.
الدرس المستفاد: ما أشبه اليوم بالأمس!
إذا نظرنا إلى الوراء، سنجد أن ما يحدث الآن هو تكرار لما شهدته مدونة الشغل أيام إدريس جطو. التاريخ يعيد نفسه، ولكن بأسماء جديدة وأوراق مختلفة. ربما سيخرج مشروع القانون إلى الوجود، وربما سيظل حبيس رفوف البرلمان. في كلتا الحالتين، نحن أمام مشهد مغربي مألوف: الكل يلعب، ولكن لا أحد يسجل الأهداف!
كلمة أخيرة
بين “التفاوض” و”الحوار”، وبين “التوافق” و”التأني”، يبقى المواطن المغربي هو الضحية الحقيقية. فهل سيستطيع الوزير السكوري إخراج مشروع قانون الإضراب من هذا المأزق؟ أم أن هذه المباراة ستنتهي بالتعادل السلبي كعادتها؟ لننتظر ونرَ!