عندما يختلط النفوذ بالملايير: “بارون بوزنيقة” وسيد المال في مواجهة العدالة!
دابا ماروك
في واحدة من أكثر القضايا التي أثارت جدلاً في كواليس السياسة والمال، عمّقت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء الوضعية القانونية لكل من الرئيس السابق لجماعة بوزنيقة، المعروف بـ”بارون بوزنيقة”، محمد كريمين، والرجل الجديد في سوق الأعمال “اللامع”، عبد العزيز البدراوي. التهمة؟ لا شيء أقل من جناية تبديد أموال عمومية واستغلال النفوذ، وكأنهما كانا يديران “بازاراً سياسياً” بدل مجلس جماعة!
مشهد درامي جديد في أروقة المحاكم
الغرفة الجنحية، التي ربما اعتادت على سماع قصص مشابهة، قررت تأييد ملتمس النيابة العامة، مؤكدة أن هذه التهم ليست مجرد “حكايات قهوة الصباح”. فكريمين، وفقًا للفصلين 250 و252 من القانون الجنائي، استغل نفوذه بطريقة فنية لإعادة عقارب ساعة الميزانية إلى حيث تعود المبالغ المليونية للرقص فوق رؤوس دافعي الضرائب. أما البدراوي، فقد شارك في هذا العرض المالي كمستثمر، ربما كان يحلم بجني ثمار “التدبير المفوض” ولكنه وجد نفسه وسط ألغام قانونية.
الميزانية… “ما قلّ ودلّ”؟
حسب الشكاية، الأمور بدأت بريئة، مجرد “تعديل بسيط” في دورة أكتوبر 2014، حيث تم تقليص الميزانية من 14 مليون درهم إلى 8 ملايين درهم. لكن في دورة نونبر 2015، ولسبب يشبه السحر، عاد المبلغ ليقفز إلى 14 مليون درهم من جديد. المبرر؟ السلطات الوصية قامت بالتعديل! يبدو أن حتى الأرقام في المغرب لها نفوذها الخاص، تتحرك وتغير مسارها وفق رغبات غير مرئية.
من “إمبراطور” إلى “نزيل عكاشة“
قاضي التحقيق لم يتوانَ عن إصدار قرار اعتقال كريمين والبدراوي، ومعهما مهندس متقاعد، في سجن عين السبع الشهير بـ”عكاشة”. ربما وجد القاضي أن السجن هو المكان الأنسب “لإعادة ترتيب أوراق النفوذ”، بعيداً عن الصالونات السياسية الفخمة في الفنادق المصنفة من عدة نجوم وكذا المكاتب المترفة.
محاكمة منتظرة… وأسرار قد تنفجر
الآن، ومع إحالة الملف على الجلسة، يبدو أن المسرحية القضائية قد بدأت للتو. فالمحاكمة ليست مجرد استعراض قانوني؛ إنها فرصة لفتح ملفات أكثر سخونة. من يعلم؟ ربما تكشف الجلسات المقبلة عن تفاصيل تجعل من هذه القضية مادة دسمة لكتاب عن “السياسة والنفوذ في المغرب”.
كلمة أخيرة: قانون فوق الجميع أم مجرد فاصل إعلاني؟
مهما كان مصير “بارون بوزنيقة” وشريكه المالي، فإن الرسالة واضحة: حتى من يعتبرون أنفسهم فوق القانون، سيجدون أنفسهم عاجلاً أم آجلاً في مواجهة “نظام رقمي دقيق” يُدعى الفصل 250. وعلى ذكر النفوذ، ربما يكون أفضل درس هو أن استغلاله يشبه اللعب بالنار؛ قد يدفئك قليلاً، لكنه في النهاية قد يحرق أصابعك… أو يُدخلك “عكاشة”.