سياسة

البراح” يدافع عن صانع الشوكولاتة: هل يتحول التعليم والرياضة إلى مسرح للصفقات؟”

دابا ماروك

حسناً، ما يبدو واضحاً أن وزارة التعليم والرياضة في المغرب قد تحولت إلى ملعب مليء بالتحديات الكبيرة، واللاعب الجديد الذي أُقحم على رأس هذا القطاع ليس سوى محمد سعد برادة، رجل الأعمال وصانع الشوكولاتة. نعم، تماماً كما سمعتم. من كان يتخيل أن التعليم والرياضة، بعمق مشاكلهما وتجذر الأزمات فيهما، سيصبحان شأنًا يمكن حله بلمسة سحرية من خبرة في الحلويات والمنتجات الدوائية؟!

الوزير الجديد، الذي لم يكن في يوم من الأيام متسابقاً في مضمار التعليم أو الرياضة، تلقى انتقادات لاذعة فور إعلان تعيينه. ومع ذلك، دافع عنه “البراح” مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي طمأننا جميعًا بأن تعيين برادة ليس سوى خطوة عبقرية ضمن خطة لا يفهمها إلا السياسيون ذوو الخبرة. والأمر اللافت أن بايتاس نفسه كان رجل تعليم في صفوف الابتدائي، وهي مهنة شريفة لا نقاش فيها، لكنه الآن يتحدث باسم الحكومة، مدافعًا عن وزير لم يكن له باع في التعليم ولا الرياضة. دفاعه قد يشبه دفاع شخص يشرح قواعد لعبة لم يشارك فيها، وكأنه يُروج لتجربة جديدة في قطاع حساس للغاية

نحن نفهم أن رجال الأعمال الناجحين يملكون موهبة في الإدارة والاستثمار، لكن هل هذا كافٍ ليتعاملوا مع ملف تعليمي ورياضي يعاني من التحديات الجسيمة؟ يبدو أن الوزير الجديد، الشريك التجاري لرئيس الحكومة أخنوش في شركة “قد القارة الافريقية”، سينقل روح المنافسة من السوق إلى الوزارة. لكن التعليم والرياضة ليسا كعكة يمكن تقطيعها وتوزيعها حسب الطلب.

وعندما يقول بايتاس “القضية ديال هذا يفقه في هذا” ليست مهمة، ربما نحتاج فعلاً إلى التذكير بأن الرياضة تحتاج إلى تخطيط وليس إلى توزيع الحلوى، وأن التعليم ليس مشروعًا ربحيًا يتم بيعه على رفوف السوق. فكيف ستتم معالجة المشاكل المتراكمة في القطاعين، في وقتٍ باتت فيه الطبقات الشعبية أكثر قلقًا حول جودة التعليم وسوء إدارة المرافق الرياضية؟

وفي النهاية، قد نحتاج إلى بعض الحلوى لتخفيف مرارة الوضع، ولكن يبقى السؤال: هل ستذوب الشوكولاتة في حرارة مشاكل التعليم والرياضة، أم سيتحول الأمر إلى وصفة إصلاح فريدة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى