الحمامات التقليدية تعود بكامل قوتها: وداعًا لأيام الجفاف والبخار ينتصر!
دابا ماروك
يبدو أن أخيرًا، وبعد طول انتظار، تنفست الحمامات التقليدية الصعداء وعادت إلى الحياة مجددًا بعد قرار السلطات بجهة الدار البيضاء-سطات بفتحها طيلة أيام الأسبوع! ربما كان لندرة المياه أن تسلبنا حتى تلك اللحظات البخارية، التي تجعلنا نشعر وكأننا ملوك الطهارة والنظافة، ولكن ها نحن نعود مرة أخرى لتلك الغرف الساخنة المليئة بالدخان والبخار، حيث تتدافع الأجساد وتحتدم المعارك حول من يملك الصابونة الأفضل.
هل تعلمون ماذا يعني هذا القرار؟ إنه يعني نهاية “الأربعاء الجاف”، ووداعًا لحلقات التفاوض حول أي الأيام يُسمح فيها برائحة الصابون البلدي! نعم، الاثنين والثلاثاء والأربعاء سيعودون مجددًا إلى خارطة أيام الاستجمام، وسيعود معها المواطنون إلى حماسة الاندفاع نحو الحمامات كأنهم في سباق أولمبي للجلد الناعم.
ولكم أن تتخيلوا فرحة أرباب الحمامات، الذين كانوا يرون أنفسهم في ساحة معركة ضد قوى الطبيعة ومشكلة المياه! فمن كان يظن أن ذلك اليوم سيأتي، حيث يفتحون أبوابهم “طيلة الأسبوع”؟ لا شك أن الاحتفالات بالفتح الجديد قد شملت حتى إضافة بعض الكؤوس الإضافية من الشاي المغربي داخل قاعة الاستقبال.
في ظل هذا القرار العظيم، يبدو أن المشكلة الوحيدة المتبقية هي الطوابير الطويلة أمام “الكياس” المفضل. تخيلوا كم سيكون الإقبال كثيفًا في الأيام المقبلة، حيث يعود الجميع مع كامل قواهم الاستحمامية، مستعدين لفرك كل الشوائب عن أجسادهم بعد أيام الجفاف.
ربما حان الوقت لإعادة التفكير في حمام العائلة. فمع هذا القرار، ربما سترى بعض الأسر أن توزيع زيارات الحمام على جميع الأيام يضمن عدم وقوع مشاحنات منزلية على أي يوم هو “يوم النظافة الأسبوعي”.
وبينما ننتظر تطبيق القرار في بقية المدن المغربية، علينا أن نعتبر الدار البيضاء-سطات البطلة الأولى في هذه الملحمة البخارية! نعم، نحن هنا، جاهزون لأسبوع كامل من التنظيف الفاخر، حيث ستصبح أيام “الأربعاء المتسخة” جزءًا من الماضي المظلم.
في الختام، ربما علينا أن نشكر الساكنة على صبرهم، والسلطات على هذا القرار، وأرباب الحمامات على تسامحهم مع قدرات الماء المحدودة. فالبخار ينتظرنا، والحمامات تعود بانتعاش جديد.