سياسة

تخيلوا وزيرًا يتحدث إلى الشعب: “بعد التعديل الوزاري، أنا ما زلت في منصبي، فلتشربوا البحر!”

دابا ماروك

أهلاً وسهلاً بكم في عالم حكومة الظل، حيث التعديل الوزاري هو عبارة عن لعبة “الكراسي الموسيقية” لكن بلا موسيقى ولا كراسي! ها نحن هنا مجددًا لنستمع إلى وزير يتحدث بوجه مبتسم وثقة لا توصف، وكأنه فاز بجائزة الأوسكار لأفضل أداء في دور الوزير المثير للسخرية.

“بعد التعديل الوزاري، أنا ما زلت في منصبي، فلتشربوا البحر!”، يقولها وكأنها دعوة لقضاء عطلة شتوية على شواطئ البحر! في حين أن المواطن المغربي يعاني تحت وطأة الأسعار المتزايدة والراتب الذي يختفي أسرع من لمسة سحرية! هل يعتقد الوزير أن الحل لمشاكلنا يكمن في احتساء مياه البحر، أم أنه يرغب في أن نغمر أنفسنا في أمواجه الهائجة كنوع من التأمل في فلسفة الحياة؟

دعونا نحلل هذه العبارة بعمق. عندما يقول: “فلتشربوا البحر”، يبدو أنه ينظر إلينا كأننا طيور النورس التي تتصارع من أجل كسرة خبز. هل يعتقد أن الحل لمشاكلنا يكمن في الابتعاد عن الواقع، أم أنه يريدنا أن نتقبل الأمر وكأنه مزحة؟

وهنا يأتي السؤال الأهم: ما الذي يتوقعه هؤلاء الوزراء منا؟ هل نحن مجرد متفرجين في مسرحية تُعرض على خشبة الحكومة؟ هل نحن شخصيات ثانوية في دراما مملة تُعاد على شاشاتنا بينما يواصلون هم التلاعب بمصائرنا وكأنها دمى في عرض خيالي؟

ويقولون: “الله يجعل البركة في حكومة الظل”، التي لا تتحاسب معنا. نحن هنا نمارس حريتنا، وننفذ أوامر هذه الحكومة التي تقبع في الظل، والتي تحمينا كما يحميكم ظل الشجرة في يوم حار. فبالفعل، نحن نعيش في ظل، ولا ندري هل هو ظل الشجرة أم ظل القلق، لكن يبدو أن كل ما نحصل عليه هو مجرد قطرات من أمل تتلاشى بسرعة.

لذلك، عندما يتحدث الوزير بكل ثقة، يتراءى لنا أنه يحاول إقناعنا بأن الأمور تسير على ما يرام، بينما نعلم جميعًا أن الرياح تعصف بسفينة الوطن، وأن المواطن هو من يدفع الثمن. وفي ختام كلمته، يبتسم ويضيف: “لا تنسوا أن تبتسموا، فالابتسامة هي السلاح الأقوى ضد ارتفاع الأسعار!”

يا لها من حكمة عميقة! ربما يجب علينا جميعًا أن نبتسم ونأخذ الأمر بشكل هزلي، بينما نراقب حكومة الظل التي لا تعكس إلا ظلالًا من الفشل والتخبط. إذًا، فلتشربوا البحر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى