سياسةمجتمع

أخنوش يضع حبل المشنقة على رقاب المأجورين: نهاية حرية التعبير في المغرب؟

محمد صابر

في الوقت الذي يتطلع فيه المواطنون إلى تحسين ظروفهم المعيشية وحقوقهم الأساسية، تجد حكومة رجل الأعمال عزيز أخنوش نفسها في سباق محموم لتمرير قوانين جديدة دون مناقشة حقيقية مع النقابات المركزية التي تمثل الطبقة الشغيلة. يأتي ذلك في سياق يعكس تهميشاً متعمداً لأصوات المواطنين وممثليهم، ما يثير تساؤلات جدية حول الالتزام بمبادئ الديمقراطية وحرية التعبير التي يكفلها دستور 2011.

فقد بات واضحاً أن الحكومة الحالية تتبع نهجاً يفتقر إلى الشفافية، حيث يحاول تمرير قوانين مثيرة للجدل دون الاستماع لمطالب النقابات التي تمثل الطبقة العاملة. هذه الطريقة تُعد بمثابة استهتار بالمكتسبات الاجتماعية، وتكشف عن محاولات “جدية” لقمع حرية التعبير، في الوقت الذي يُعتبر فيه الإضراب حقاً أساسياً من حقوق العمال والمستخدمين بصفة عامة، يضمنه الدستور ويعتبره وسيلة للتعبير عن المطالب والمظالم.

إن الغياب الواضح للحوار الاجتماعي الفعال بين الحكومة والنقابات يُظهر أن هناك رغبة في تجاوز المشاكل الحقيقية التي تعاني منها الطبقة الشغيلة، بل إن الأمر يتجاوز ذلك ليكشف عن توجه نحو فرض سياسات قد تؤدي إلى زيادة الاستياء الاجتماعي. كيف يُعقل أن تُقر قوانين تمس حقوق الناس الأساسية دون أن يكون هناك نقاش جاد حولها؟

تسارع الحكومة في تمرير هذه القوانين في غياب النقاش الاجتماعي يُعتبر بمثابة إنذار للمجتمع بأسره، فالمسألة لا تتعلق فقط بالحقوق العمالية، بل تمس جوهر الديمقراطية وحرية التعبير. إن أي محاولة لقمع هذه الحريات لن تؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع وزيادة التوتر الاجتماعي.

وفي خضم هذا الصراع، يجب على جميع الفاعلين في المجتمع، من نقابات ومؤسسات المجتمع المدني، أن يتوحدوا للدفاع عن حقوق الطبقة الشغيلة وحمايتها من أي محاولة للانتقاص منها. علينا جميعاً أن نكون يقظين تجاه أي إجراء قد يهدد مكتسباتنا ويُعرض استقرار بلدنا للخطر.

في الختام، إن استمرارية هذا النهج الحكومي ستؤدي حتماً إلى مزيد من الانقسام والاحتقان في المجتمع. لذا، يجب على الحكومة إعادة النظر في سياساتها وإجراء حوار جاد مع كل الفئات المعنية، لأن مصلحة البلاد تكمن في الاستماع إلى جميع الأصوات وبناء مجتمع يسوده العدل والمساواة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى