مجتمع

من الكاباري إلى الشخصية العمومية: ترقية مجانية بلمسة زر في الفضاء الأزرق!

دابا ماروك

في زمن العجائب والغرائب الفيسبوكية، أصبح تعريف “الشخصية العمومية” أرخص من كوب قهوة. كل من يغني أو “تغني” في الكاباري ويجمع المتابعين بخزعبلات لا تنتهي، تجدهم فخورين بوضع “شخصية عمومية” في معلومات صفحتهم. نعم، عزيزي القارئ، يكفي أن تغني في حفلة مشبوهة أو تسجل فيديو في الحمام لتجد نفسك مع لقب “شخصية عمومية” في الفضاء الأزرق.

وليس ذلك فقط، فالمسألة انتقلت إلى السياسة. كل مستشار أو مستشارة جماعية – سواء كانت لديه خبرة أو لا، سواء كان يعرف كيف تُدار الجماعات أو لا – يمكنه ببساطة أن يضع هذا اللقب الكبير في معلوماته. وكأننا أمام مجتمع من “الشخصيات العمومية” التي لا تملك في الواقع أي شيء عمومي سوى الأسماء.

ويا للعجب، حتى “نكرات” في عالم السياسة والفن أصبحت تحمل هذا اللقب. الشخصيات الحقيقية التي قدمت شيئًا للمجتمع ربما تُفكر مرتين قبل وضع هذا العنوان في بروفايلاتها، أما هؤلاء، فيستخدمونه وكأنه وسام نضال أو جائزة نوبل في “الخزعبلات”.

نتساءل هنا: هل أصبح اللقب “شخصية عمومية” مجرد بطاقة فيسبوكية توزع على كل من هب ودب؟ أم أنه بات مجرد زينة رقمية لمن لا يملك سوى القليل من التأثير ويبحث عن أكثر من ذلك عبر الإنترنت؟

فإذا كنت قد شاركت في اجتماع جماعي أو غنّيت في الكاباري، مبروك لك! أنت الآن “شخصية عمومية”، وليس عليك سوى انتظار دعوات البرامج التلفزيونية والتكريمات الوطنية. وكما يقول المثل: إذا كان اللقب جاهزًا، فما الحاجة إلى الجهد أو الإنجازات؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى