سياسة

حكومة الظل تستفز المواطنين للمرة الثانية على التوالي، لك الله يا وطني!!

محمد صابر

بعد التعديل الحكومي الذي لم يكن أكثر من تجميل لوجه الواقع البائس، ها هي حكومة الظل تعود مجددًا لتقول للمغاربة: “طوز فيكم”! يبدو أن الشعار الوطني “الله، الوطن، الملك” قد تم استبداله بشعار جديد أكثر ملاءمة: “التحكم، التلاعب، التفريغ”! فبينما يعيش المواطنون بين أحضان الأسعار المتصاعدة، تظل الحكومة في أبراجها العاجية، غارقة في اجتماعاتها وبحوثها عن كيفية تعيين أو الإبقاء على جيش من الوزراء الذين يبدون وكأنهم جاؤوا من كوكب آخر.

أليس من المثير للسخرية أن نشهد حكومة تسعى، بكل ما أوتيت من قوة، إلى تكبيل الطبقة الشغيلة وكأنهم سجناء في سجن لا يفتح أبوابه؟ فهي تتجاهل تمامًا القدرة الشرائية للمواطنين، وتقترح زيادات هزيلة في الأجور لا تسمن ولا تغني من جوع، وكأنها تلعب لعبة “الأربح من الجوع” مع أرزاقنا. وعندما تأتي الزيادات، نتفاجأ أنها توازي تقريبًا الزيادة في أسعار قهوة الصباح. هل هذا ما كانوا يقصدونه بـ “التغيير”؟

وكأنهم لم يتعلموا شيئًا من التجارب السابقة، فبدلاً من الاستماع لمطالب الشعب، يفضلون الاستخفاف بمشاعرهم وكأنهم في عرض مسرحي ممل، حيث يؤدي الجميع أدوارهم بتمثيل بارد وبلا أي حماس. ويبدو أن الحكومة في سعيها للسيطرة على الوضع قد نسيت أن من يدفع الثمن هو المواطن البسيط الذي يشتغل يوميًا من أجل لقمة العيش.

نحن هنا لا نبحث عن الاستوزار، بل نُخاطب ما تبقى من إنسانيتنا في مواجهة هذا الاستفزاز الصارخ. نُخاطب شعورنا كموطنين نحلم بوطن يوفر لنا الأمان والكرامة، لا وطن يتحكم فيه “المحسوبية” و”الزبونية”. فهل سنبقى ننتظر الفرج؟ أم أننا سنظل محاصرين بين سطور هذا المسلسل الكوميدي الذي لا نهاية له؟

لك الله يا وطني، فأنت بحاجة إلى ثورة من نوع آخر، ثورة تزيل هذه “الحكومات” التي لا تنظر سوى إلى مصالحها، وتعيد الأمل للمواطنين الذين ضاعوا بين التلاعبات ووعود فارغة لا تسمن ولا تغني من جوع!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى