سياسة

من إنجازات الحكومة إلى معضلة التواصل: عرض ساخر لخطابات بنسعيد!

دابا ماروك

في مشهد سياسي يزخر بالوجوه الجديدة، استعرض الشاب محمد مهدي بنسعيد، النجم الصاعد في حزب الأصالة والمعاصرة، ما سماه “إنجازات” الحكومة الحالية. لكن لنحذر، فالكلمة تُغري من يتلاعب بها، وبنسعيد هنا هو المحترف في ذلك!

خلال اجتماع الأغلبية اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر، أطلق بنسعيد تحذيرًا مدويًا: “التواصل هو أكبر معضلة تواجه الحكومة الحالية!”، وكأن العالم لم يكن يعرف ذلك! هل يعتقد أن الأمر قد خفي علينا؟ ربما في غمرة انشغاله بإنجازاته العظيمة، نسي أن التواصل لم يكن يومًا من أولويات الحكومة التي يشكل جزءًا منها.

ثم أضاف بعبارات تتسم بنكهة “الواقعية”: “لا نكتفي بوسائل الإعلام التقليدية، فهناك جيل صاعد مهتم بالسياسة!”، وكأن هذا الجيل كان يعيش في كهف بعيد عن الأنظار! هو جيل لا يمضي يومه إلا في رحاب الفيسبوك وتويتر، بينما الحكومة العظيمة تظل محتجزة في مكتباتها القديمة وكتيباتها المترهلة. ولكن، لنكن صادقين، هل هذا الجيل فعلاً مُهتم بما تقدمه الحكومة؟ أم أنه يتابع المسلسلات والأخبار الكاذبة أكثر من اهتمامه بـ”القوانين الاستراتيجية”؟

وعندما بدأ بنسعيد في الحديث عن “التحديات” المتبقية للولاية التشريعية، كان كأنه يقرأ من كتاب سحري عن الأمن القانوني والعدالة الاجتماعية. “تنتظرنا إخراج القوانين الجنائية!”، قالها وكأنه يقدم لنا وصفة سحرية ستحل كل مشاكل البلاد. بالطبع، لا بأس من القوانين، لكن السؤال: هل نحن بحاجة إلى المزيد من النصوص القانونية التي تظل حبيسة الرفوف، أم نحتاج إلى تطبيق ما هو موجود؟

بالطبع، لم يكن بالإمكان إغفال الحديث عن “الحماية الاجتماعية ونظام الدعم الاجتماعي الموحد”. فهذه الكلمات مثل “الصلاة على النبي”، تستخدم في كل مناسبة، لكن أين هو النظام الفعلي الذي يحمي فعلاً المواطنين؟

وعندما ذكر بنسعيد حق الإضراب، كان كأنه يُقدم هدية لا تُنسى. “هذا الإصلاح مهم يضمن حق العمال!”، لكن العمال في الشارع يسألون: “أين حقوقنا في الواقع؟”

غرائب الصدف: الأحزاب الحكومية بلا جرائد ورقية!

في عالم السياسة حيث تُعد الكلمات سلاحًا، تأتي الصدف أحيانًا لتثير الدهشة. ومن بين هذه الصدف الغريبة، نجد أن حزب الحكومة، التجمع الوطني للأحرار، وحليفه في السياسة، الأصالة والمعاصرة، لم يصدر عنهما أي جرائد ورقية قبل ظهور الإنترنت في المغرب! يبدو أن هذين الحزبين اختارا أن يتجاهلا سلاح الصحافة التقليدية منذ زمن بعيد، وكأنهم في سباق لتجربة أروع وأغرب الصدف.

فكيف يمكن لحزبين يمسكان بزمام الحكومة ألا يكون لهما صوت في وسائل الإعلام الورقية؟ ربما يعتقدون أن العالم يدور حول شاشات الهواتف المحمولة وتغريدات تويتر، لكن الغريب أن الفكرة لا تزال تبدو مضحكة.

ربما كان قرار عدم إصدار الجرائد الورقية هو جزء من رؤية استراتيجية لمواكبة “الجيل الصاعد” الذي يشغل وقته في التصفح السريع للإنترنت، لكن يبقى التساؤل: هل تسير السياسة حقًا خلف التوجهات الرقمية، أم أن لها دورًا حيويًا في موازين التأثير والرأي العام؟

في النهاية، تبقى هذه الصدفة من غرائب المشهد السياسي المغربي، حيث يتبنى بعض الساسة قنوات التواصل الحديثة، بينما يظل السؤال مطروحًا: هل يكفي ذلك لتعزيز المصداقية والشفافية في العمل الحكومي، أم أن الصحافة الورقية ستظل تُعتبر تراثًا عتيقًا بعيدًا عن واقع السياسة المعاصرة؟

وفي الختام، يبدو أن بنسعيد يعتقد أن الخطابات الرنانة تكفي لتحسين الصورة، لكن الحقيقة تبقى غائبة بين الكلمات. فهل ستجلب هذه الحكومة شيئًا جديدًا، أم ستظل كما هي، تردد الوعود وتخشى من الالتزام بتطبيقها؟ فلننتظر ونرى، لكن علينا أن نكون مستعدين للضحك على كل ما سيقال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى