تبون يعلن: الجزائر ثالث اقتصاد عالمي! أو كيف يتحول الخيال إلى حقيقة في عالم السياسة
دابا ماروك
صرح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال تجمع انتخابي في وهران بأن اقتصاد الجزائر أصبح “الاقتصاد الثالث في العالم”. هذا التصريح أثار جدلاً واسعاً وسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات الإعلام العالمية، حيث لم يقدم تبون أي بيانات أو معطيات تدعم ادعاءاته. البعض اعتبر أن تبون ربما كان يقصد أن الجزائر هي ثالث اقتصاد في القارة الإفريقية. التصريح يأتي بعد تصريحات سابقة لتبون حول قدرة الجزائر على تحلية مياه البحر التي اعتُبرت مبالغاً فيها، بما في ذلك تكرارها على منبر الأمم المتحدة.
نعود ونقول أهلاً بكم في عالم عبد المجيد تبون، حيث الأرقام لا تلتزم بقوانين الرياضيات ولا تفهم معنى الواقع! يبدو أن الرئيس الجزائري اكتشف طريقة جديدة لتحويل الاقتصاد إلى لعبة خيالية، حيث يمكن للمرء أن يصبح من أصحاب الاقتصاد الثالث في العالم لمجرد أن يقول ذلك بصوت عالٍ بما يكفي. ربما نحتاج إلى صيغة جديدة لتصنيفات الاقتصاد، مثل “تصنيف تبون المذهل” الذي يتضمن ميزات خيالية تجعل حتى المريخ يبدوان اقتصادياً أكثر تواضعاً.
تبون يبدو وكأنه يعيد كتابة قوانين الاقتصاد كما لو كان كاتباً خيالياً، حيث يتحول الرقم الثالث إلى بطل الرواية. من يدري؟ ربما في عالم تبون، فإن ترتيب الاقتصاد لا يتعلق بالمؤشرات الاقتصادية أو الإنتاج الوطني، بل بالعدد الذي يمكن تصوره حتى لو كان في الفضاء الخارجي.
لكن، لنكن صادقين، تصريحه ليس سوى استمرار لسلسلة من القصص الطريفة التي يطلقها تبون، مثل قصة تحلية المياه التي كان يمكن أن تنافس أفلام الخيال العلمي. وللأسف، عندما يتعلق الأمر بالحقيقة، فإن تصريحات تبون تعود بنا إلى أرض الواقع حيث الأرقام ترفض اللعب وفقاً لقواعده.
فإذا كان الاقتصاد الجزائري “الثالث في العالم” يعني أن الدولة قد بدأت للتو في توزيع الجوائز على أسس خيالية، فقد حان الوقت لتحويل هذه الخيالات إلى واقع ملموس. ربما الآن يحتاج تبون إلى تقديم دورات تدريبية للزعماء العالميين حول كيفية الإيحاء بأنهم الأوائل في كل شيء دون الحاجة إلى إثبات ذلك!
نأمل أن يتذكر تبون أن الاقتصاد لا يُقاس بالكلمات المنمقة بل بالإنجازات الواقعية التي لا يمكن لأي مستوى من الخيال أن يتجاوزها. ولكن حتى ذلك الحين، دعونا نحتفظ بقبعاتنا الواقية ونراقب ما إذا كان الاقتصاد الجزائري سيبقى يتسلق سلم التصنيفات الخيالية أو سيعود إلى الواقع يوماً ما.