عندما تصبح الترجمة السورية بديلاً للتفاعل البشري: كيف حولت المسلسلات التركية دبلجة سوريا إلى سحر التسلية!
دابا ماروك
في عالم تتسارع فيه الأحداث وتتغير فيه الأذواق، يبدو أن الإقبال على المسلسلات العربية، وخاصة المصرية، قد شهد تراجعًا ملحوظًا. لا ندري ما السبب، ولكن يبدو أن المشاهدين قد ملوا من النماذج القديمة والقصص المتكررة. لذا، وبفطنة تجارية، قررت القنوات العربية أن تحول أنظارها نحو المسلسلات التركية، تلك التي تتدفق من شاشاتنا كأنهار من الألغاز والرومانسية، مع لمسة من الترجمة السورية التي تأخذ الترجمة إلى مستويات لم نكن نتخيلها حتى في أحلامنا!
المسلسلات التركية، كما نعرف، ليست مجرد قصص درامية، بل هي أشبه بجولات سياحية بصرية إلى تركيا. نرى المناظر الطبيعية الخلابة، والأماكن السياحية الرائعة، والأزياء التركية التي تتمنى أن تجد لها مكانًا في خزانة ملابسنا. لكن الجانب الأكثر إثارة للدهشة هو الترجمة السورية، والتي تجعلنا نشعر وكأن الممثلين الأتراك قد تعلموا العربية فقط على يد إخوتنا السوريين.
تخيلوا معنا، جملة عادية من أحد أبطال المسلسل التركي، تترجم إلى العربية بحماسة تفوق الحماسة الأصلية للممثل. هنا، يضيف المترجم السوري لمسة من الإبداع، لدرجة أننا نبدأ بالتفكير أن الممثلين الأتراك يمكنهم الحديث بطلاقة باللهجة السورية دون أي عناء. كأن المترجمين السوريين قد قرروا أن يصبحوا بديلاً لموسيقى الخلفية، مستبدلين الحوارات التركية بأصوات تشبه ما قد تسمعه في أي سوق شعبي سوري.
والغريب في الأمر هو شغف ربات البيوت والمشاهدين المغاربة بهذه المسلسلات. فعلى الرغم من أن القصة قد تكون أغرب من الخيال، وفي كثير من الأحيان لا علاقة لها بالواقع، إلا أنهم لا يفوتون حلقة واحدة. إنه نوع من التعلق الغريب، حيث تتحول قصص الخيال إلى جزء من الروتين اليومي. كأن المسلسل التركي قد أصبح وجبة دسمه تُقدّم على طبق من الذهب، وأصوات المترجمين السوريين هي البهارات التي تضيف نكهة خاصة لكل حلقة.
في النهاية، يبدو أن عالم المسلسلات التركية قد حقق نجاحًا من نوع جديد، بفضل الترجمة السورية التي أضفت على المشاهد طابعًا خاصًا. ربما يكون هذا التوجه هو الحل الأمثل لإضفاء حياة جديدة على عالم المسلسلات، حيث يصبح كل مشهد مشحونًا بالحماسة والتفاعل الذي لم نكن نعرفه سابقًا.
إذاً، في عالم يتغير بسرعة، حيث تكون الترجمة أكثر حيوية من النصوص الأصلية، يبدو أن المسلسلات التركية قد وجدت مفتاح النجاح في الأصوات السورية. فمن يدري، قد تكون هذه هي بداية عصر جديد من التسلية، حيث تتحول الترجمة إلى أحد أشكال الفنون المتطورة.