مجتمع

التكتل المهني للسائقين المقهورين: ثورة على مقود الأجرة!

دابا ماروك

في قاعة غرفة الصناعة والتجارة بالقنيطرة، وبين أكواب الشاي وأحاديث المقهورين، انعقد هذا الأسبوع جمع عام تأسيسي لما يمكن وصفه بـ”برلمان السائقين غير المالكين”. الهدف؟ إسماع صوتهم للإدارة الوصية، التي يبدو أنها تضع سماعات عازلة للضجيج كلما طُرحت مشاكلهم على الطاولة.

بيانهم المطول، الذي جاء مليئًا بالأرقام والتفاصيل كأنه استشارة اقتصادية، يشرح أن السائقين المزاولين الحاملين للبطاقة المهنية يرزحون تحت رحمة الدوريات والمذكرات، التي لا تسمن ولا تغني من جوع. وبين القرارات العاملية القديمة والجديدة، لا شيء تغير سوى ارتفاع سعر الوقود وزحمة الشوارع.

في البيان، أطلق السائقون العنان لاستنكارهم تجاه الإدارة التي “ترقص على نغمات مصالح الرأسمال”، وتحت ضغط “تمثيليات المستغلين” التي تمتد جذورها إلى النقابات، تلك التي يفترض بها الدفاع عن العمال. خلاصة الأمر؟ سائق الأجرة المساعد يُعامل وكأنه متسول على قارعة الطريق، بينما أصحاب الرخص يجلسون في منازهم يحسبون الأرباح.

المطالب؟ بسيطة وواضحة كضوء النهار: مدونة للنقل الطرقي تنصفهم، وقانون يحفظ حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية. بل إنهم يرون أن الحل الجذري هو الترخيص المباشر للسائق المزاول، ليصبح سيد مقوده دون أن يظل أسير مزاج “الربابنة” أصحاب الرخص.

أما بخصوص التكنولوجيا، فلا مانع لديهم من إدخالها لتحسين الخدمات، لكن شرط ألا تتحول إلى أداة لزيادة الضغط عليهم. والرسالة الأهم للإدارة الوصية؟ “كفى من التهاون، وفعلوا المفتشيات الرقابية، لأننا لم نعد نحتمل مزيدًا من الاستغلال”.

باختصار، سائقي الأجرة غير المالكين أعلنوا ثورتهم ضد الظلم. فهل ستسمع الحكومة هذا “البوق الاحتجاجي” أم سيظل صوته صامتًا وسط ضجيج المدينة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى