حكاية غش تجمع بعض الأطباء مع بعض الجزارين
محمد گيري/وجدة
بداية، نؤكد أن الفساد عم البر والبحر وحتى الجبل، حيث لم تسلم كل الوظائف والمهن من الفاسدين الغشاشين.
نعود ونقول، لا يختلف اثنان على أن كل من الجزار والطبيب (الجراح) يحملان أداة حادة في اشتغالهما اليومي.
الأول يقوم بتفصيل الذبيحة وفقا لمتطلبات الزبون، حيث يختلف الجزارون بين صادق يعمل بجد، يحترم عمله فيما يحترم الزبون والأمانة التي يحملها على عاتقه، وبين من يغش في تعامله مع الزيناء، وقد يصل جشع وغش بعضهم إلى بيع لحم الحمير عوض لحم البقر، حيث لم ينساهم المرحوم الحسين السلاوي في أغانيه الشاهدة على عصره.
الأول شريف في سلوكه السوي الناتج عن تربيته، فيما الثاني مجرم في حق نفسه قبل زبنائه وفي حق القانون.
الطبيب أيضا يختلف من بين هذا وذاك، حيث يبدأ الدراسة والتكوين وكله طموح في تسخير نفسه للطب وللبشرية.
وهكذا، نجد من يبحث عن تطوير قدراته للرقي بعمله النبيل خدمة للمصلحة العليا للبلاد والعباد، في حين نتوقف عند نموذج، يدرس من أجل الحصول على الشهادة بهدف استغلالها للثراء الفاحش، دون التفكير في خدمة المجتمع والإنسانية، ناسيا أو متناسيا قسم أبو قراط. وهذا صنف انتشر في جسم المجتمع، حيث أصبح رجال الأعمال يستثمرون في صحة البشر، مدعمين بأطباء ينتمي بعضهم إلى المهرولين في سباق جمع الأموال ولو كانت على حساب القيم والإنسانية.
ومن نافلة القول أن الطبيب الإنسان لا يقتصر على المهنة فحسب، بل يساهم مع فعاليات المجتمع المدني في تقديم يد العون لمن هم في حاجة إليها، حيث نذكر بعض المبادئ والالتزامات التي وضعتها الجمعية الطبية العالمية لمهنة الطب وتتعلق بالالتزام بتقديم الرعاية، الحصول على موافقة المريض، خدمة مصلحة المريض وتعزيز السرية الطبية. أما ركائز أخلاقيات هذه المهنة بالذات، فهي كثيرة.
ومن باب الجحود ألا نعترف بصنف من الأطباء الذين يتصفون بدرجة كبيرة من الكفاءة المهنية والأخلاق العالية والرفيعة من حيث الإنسانية، حيث يبارك الله لهم في أبنائهم وأرزاقهم، خلافا لمن يعيش الفتنة حتى في علاقته مع المجتمع.
تحية إلى كل الشرفاء الذين يمارسون المهنتين/ موضوع هذه العجالة.