سياسة

الدبلوماسية العرجاء: الجزائر والـ 25 مليار دولار

دابا ماروك

في مشهد سياسي يبدو كفيلم كوميدي، قررت الجزائر تخصيص 25 مليار دولار للتسليح خلال السنة المقبلة. بينما يشكو المواطنون من ارتفاع الأسعار والبطالة، يبدو أن الحكومة اختارت أن تضع كل بيضها في سلة المدافع والدبابات.

يُقال إن الدبلوماسية هي فن إدارة الأزمات، ولكن يبدو أن الجزائر قد اتخذت خطوة جديدة في هذا الفن العجيب. فبدلاً من تبني مقاربة سلسة وهادئة، قررت الحكومة تخصيص 25 مليار دولار للتسليح في عام 2025. في الوقت الذي كان يمكن أن تُستخدم فيه تلك الأموال لتحسين حياة المواطن، يبدو أن الدبلوماسية العرجاء هي الخيار المفضل!

أكل الشعب وشبع!

إذا كانت هناك عبارة تصف وضع الشعب الجزائري في الوقت الحالي، فهي “أكل الشعب وشبع”. فمع تزايد الأسعار وارتفاع معدل البطالة، أصبح الشعب يتساءل: أين تذهب أموالنا؟ وفي الوقت الذي يتحدث فيه المسؤولون عن تعزيز القدرة الدفاعية، يجلس المواطن العادي في بيته يراقب أكوام الخبز تذوب في سعرها.

من يحتاج إلى تعليم؟

بينما يُخصص مبلغ ضخم للتسلح، يتساءل البعض: هل يحتاج الأطفال إلى مدارس، أم إلى مدافع؟ يبدو أن الحكومة اختارت مسارها، لكن الأمل لا يزال قائمًا في أن تعود إلى رشدها يومًا ما.

دبلوماسية المدافع

بدلاً من تقديم الدعم الاقتصادي والاجتماعي، يبدو أن الدبلوماسية الجزائرية تأخذ منحى عجيبًا. فهل من الأجدر تقوية الجيوش بدلاً من تعزيز المدارس والمستشفيات؟ يبدو أن الإجابة على هذا السؤال تأتي من رؤية عسكرية تشبه أفلام الأكشن، حيث تُستخدم الدبابات والطائرات لتسوية الأمور.

“الحل العسكري” لكل الأزمات

مع كل أزمة، يأتي الحل العسكري كالنجم الساطع. فهل الجزائر بحاجة إلى مزيد من الأسلحة في ظل الظروف الحالية؟ يبدو أن السلاح هو الجواب السهل لكل مشكلة. ربما تحتاج الحكومة إلى إعادة التفكير في هذا النهج، فربما بدلاً من الاستثمار في المدافع، يجب أن نستثمر في القلوب والعقول.

الخاتمة

في نهاية المطاف، تبقى الدبلوماسية العرجاء هي السمة الغالبة. وبينما يتم تخصيص 25 مليار دولار للتسليح، يستمر المواطن في البحث عن لقمة العيش، مما يطرح تساؤلات حول أولويات الحكومة. هل من الأجدر أن نُعزز الجيوش أم أن نُعزز الأمل في نفوس المواطنين؟ يبدو أن الإجابة في متناول اليد، لكن من يدري، ربما تعكس هذه السياسة خلطًا بين الأولويات، مما يستدعي تساؤلات جدية حول هذه الخيارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى