مجتمع

وخزة: حصاد النفاق

يبدو أن البلاد قد ابتليت ببعض المسؤولين الذين لا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم، ولا يرون في هذا البلد السعيد سوى بقرة حلوب يمتصون ضرعها حتى آخر نقطة، ومن بعدي الطوفان..

وهم في ذلك يسخرون فيما يسخرون أطماعهم الفانية الرخيصة من تكديس للثروات ومراكمة الأرصدة المالية والعقارية…

وهم في سعيهم الخبيث هذا يعتقدون أنهم أذكى من عباد الله، فلا يترددون في التعبير الكاذب عن شدة انشغالهم بهموم المواطنين والمحرومين ويقدمون عن أنفسهم صورة مغلوطة مضحكة ومبكية في آن واحد.

ولذلك لا تعوزهم الخطب الرنانة ولا الوعود المعسولة، فيما يعرفون في قرارة أنفسهم، كما يعرفهم الفاهمون وما أكثرهم في هذه الأيام العصيبة أنهم ليسوا سوى مجرد كائنات أو هياكل بشرية من أولئك الذين قال فيهم سبحانه وتعالى: ″يخادعونكم وما يخادعون إلا أنفسهم″.

ومثل هؤلاء هم بالفعل ما يسمونهم ب ″مسامير المايدة″، إذ يتحملون العبء الأوفر في عرقلة مسيرة التنمية التي نسعى جميعا، إلى تحقيقها، ونضحي بالغالي والنفيس في سبيل نصرة كلمة الحق التي لا كلمة فوقها، فيما أن أمثال من نعنيهم يرددون كلمات وشعارات كالببغاوات هم أنفسهم لا يدرون ما معناها وهي ما يزيد من خطورة مواقفهم وعبء وجودهم في صلب المسؤوليات.

لكن إذا كان لكل شيء بداية، فلكل شيء نهاية، ولا نعتقد أن نهاية هؤلاء ستكون كما يشتهون.

محمد الفضالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى