مجتمع

نقطة عبور: مراجعة مدونة الأسرة وتبادل التهم وفتاوى التكفير

الفتنة نائمة لعن الله موقظها، مثل قديم يوحي بمعاني ورموز ما أحوجنا إلى تذكرها والعمل بها لتفادي اللعب بالنار؛ إذ أن أول ضحايا اللعب بالنار هو اللاعب بها الذي يتعرض قبل غيره للسعات اللهيب وشواظه.

ويذكرنا هذا المثل بما يروج حاليا من سجال وأخذ ورد وحرب باردة، وإن كانت معلنة فيما يتعلق ب “تسريبات” للمقترحات المرفوعة من طرف الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة إلى جلالة الملك.

وهي المراجعة التي أقامت الدنيا ولم تقعدها وفتحت الباب على مصراعيه لتبادل التهم وفتاوى التكفير. وتضاربت الآراء بشأنها بين مؤكد ومعارض.

المؤيدون يحتجون باعتماد معايير الحداثة والمعاصرة ويذهبون إلى أن من اللازم تحرير المرأة ورفع القيود التي ظلت تكبلها لعقود، وهو أمر مقبول لولا أنهم زادوا فطالبوا بأمور قد لا تستسيغها الأغلبية.

هذه القضية أثارت خنق الرافضين الذين رأوا في ذلك خروجا عن الشريعة وزندقته. ومن هنا، ركزوا اتهاماتهم في الهجوم على المؤيدين.

ونعرف أن ما يرتكز عليه هؤلاء شيء معروف منذ كان الإسلام، فهذا الأخير وبدون شك هو الذي بوأ المكانة اللائقة بها ومنحها من العناية والاهتمام ما لم يمنحه لها أي قانون وضعي.

وإذن فهذه المراجعة وما سبق الإعلان الرسمي من هرج ومرج كانت نقطة عبور للكشف عن المستور وتبادل التهم وزرع بذور الشقاق.

إذن، حذاري من اللعب بالنار.

محمد الفضالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى