زكرياء محرر: بين عبق الثقافة وشغف الفن
رشيد سبابو
زكرياء محرر، فنان تشكيلي وأخصائي علاج طبيعي، وُلد في الأول من يناير عام 2002 في مدينة تارودانت، التي تتنفس التاريخ والثقافة في كل زاوية من أزقتها القديمة. هذه المدينة، التي تعد مهد الإلهام للكثير من الفنانين والمبدعين، كانت نقطة الانطلاشيشيدق لمسيرة زكرياء الفنية والمهنية.
مسيرة مهنية متميزة
على الرغم من جدول عمله المزدحم في مستشفى الشيخ خليفة بالدار البيضاء، حيث يمارس مهنته كأخصائي علاج طبيعي، فإن زكرياء يجد دائمًا الوقت لشغفه الكبير: الرسم. تمكن من تحقيق توازن مدهش بين حياته المهنية والفنية، مماي جعله مثالاً نادرا لشخص متعدد المواهب.
بدأت رحلته في عالم الفن خلال مرحلة الثانوية العامة. لم تكن البداية عادية، فقد لقي دعمًا استثنائيًا من أستاذ الفيزياء، الذي اكتشف موهبته وشجعه على تنميتها. هذا الدعم كان نقطة تحول حاسمة في حياة زكرياء، الذي بدأ استكشاف موهبته الفنية بجدية عام 2019. من خلال التدريب الذاتي والمثابرة، طور أسلوبًا فنيًا فريدًا يعكس شخصيته ويبرز براعته.
الواقعية: نافذة الروح
تخصص زكرياء في فن الواقعية، وأبدع في رسم البورتريهات التي أصبحت علامة مميزة لأعماله. في كل لوحة، يلتقط أدق تفاصيل الوجوه، معبرًا عن المشاعر والأسرار التي تسكن أعماق شخصياته. يعتبر زكرياء أن البورتريه ليس مجرد صورة، بل هو نافذة تطل على الروح وأداة تعبير قوية تفوق قدرة الكلمات.
“الرسم يمنحني القدرة على التعبير عما تعجز الحركات عن إيصاله، سواء كان ذلك في لوحة بورتريه أو أثناء ممارستي المهنية”، يقول زكرياء. هذا التصور العميق يعكس رؤيته لكيفية ارتباط الفن بالحياة اليومية.
خطوات نحو النجومية
في عام 2022، شارك زكرياء في أول معرض جماعي له بجامعة محمد السادس لعلوم الصحة في الدار البيضاء. كان هذا الحدث بمثابة نقطة انطلاق جديدة لمسيرته الفنية. أثارت أعماله إعجاب الجمهور، حيث أبهرتهم دقة التفاصيل وعمق المشاعر التي تميز لوحاته.
الفن كوسيلة للتوازن
بالنسبة لزكرياء، الفن ليس مجرد هواية، بل هو وسيلة لتحقيق توازن حيوي بين حياته المهنية والشخصية. يعتقد أن الجمع بين العلم والفن يثري كلاً من حياته العملية والفنية. أثناء عمله كأخصائي علاج طبيعي، لا يقدم الدعم الجسدي لمرضاه فحسب، بل يستوحي أيضًا مشاعر وتجارب تنعكس في أعماله الفنية.
مستقبل واعد
زكرياء محرر يمثل جيلًا جديدًا من الفنانين المتعددي التخصصات، الذين يرون في الفن وسيلة للتعبير وتوازنًا بين جوانب الحياة المختلفة. موهبته في الواقعية وشغفه برسم البورتريهات يبشران بمستقبل مليء بالإبداع والتقدير العالمي. من خلال لوحاته، لا يكتفي بنقل تفاصيل الوجوه، بل يفتح أبوابًا نحو الأرواح التي يصورها، مؤكدًا أن الفن لغة عالمية لا تعرف حدودًا.
بهذا الإصرار والشغف، من المؤكد أن زكرياء سيواصل ترك بصمته على الساحة الفنية، محلقًا بأعماله إلى آفاق أرحب تتجاوز حدود الوطن.