الدورة السابعة للمهرجان الدولي للكاريكاتير بأكادير: تكريم فن الكاريكاتير وتعزيز دور الفن في الأمن الغذائي والتعليم
دابا ماروك
تم الأحد اختتام فعاليات الدورة السابعة من المهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا، التي أقيمت في مدينة أكادير من 12 إلى 15 دجنبر تحت شعار “الأمن الغذائي: العالم متعطش للقرارات الكبرى”. جاء اختيار هذا الموضوع الحيوي في سياق التحديات العالمية الراهنة، ليحمل في طياته أهمية قصوى تسلط الضوء على القضايا الملحة المتعلقة بالأمن الغذائي على مستوى العالم.
نظم المهرجان من طرف جمعية أطلس للكاريكاتير (AAC) وأسبوعية “لوكنار ليبيري”، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، حيث تزامنت فعالياته مع أنشطة فنية وثقافية. في هذه الدورة، شارك في المسابقة حوالي 412 فنانًا وفنانة من 80 دولة، بينهم 30 فنانًا مغربيًا، الذين أظهروا احترافية عالية في تناول موضوع المهرجان من خلال أعمالهم الفنية التي تجسد رؤاهم الشخصية حول التحديات التي تواجه الإنسانية. كما نظم المهرجان معرضًا مفتوحًا لأعمال المشاركين وزوار المهرجان ليتمكنوا من الاطلاع عن كثب على هذه الأعمال الفنية الممتعة.
كما خصص المهرجان فقرة تكريمية للفنان نور الدين بناني، أحد أعمدة فن الكاريكاتير في المغرب، وذلك تكريماً لإسهاماته القيمة في الساحة الثقافية والفنية الوطنية. وقد تم تخصيص مسابقة خاصة بالبورتريه الكاريكاتيري، حيث تنافس فنانون مختلفون في تجسيد ملامح الفنان بناني بأساليبهم الإبداعية الخاصة.
وعلى هامش المهرجان، نظم المهرجان ندوة دولية حول موضوع “الكاريكاتير بمختلف لغات العالم”. تناولت الندوة مشاركات متميزة من الفنانين، حيث تحدث الفنان الشادلي بلخامسة من تونس عن مشروع إنشاء موقع لمدرسة فن الكاريكاتير بكل لغات العالم، بالشراكة مع الجمعية المغربية للكاريكاتير. كما ألقى الباحث الصحفي بوشعيب الضبار محاضرة حول “دور الكاريكاتير في ترسيخ حرية التعبير”، مستعرضًا تطور هذا الفن في أوروبا والعالم العربي، موضحًا معاناة رسامي الكاريكاتير في بعض الدول العربية، بما في ذلك المغرب، حيث تواجه الصحافة الساخرة تحديات عديدة مثل الرقابة والاعتداءات.
كما تناول الفنانان كريم كانكي من السينغال وباسول كريستيان من بوركينا فاسو أهمية الكاريكاتير في إفريقيا، ودوره في رفع مستوى الثقافة لدى الشباب وتجاوز الرقابة في بعض الدول الإفريقية.
من جهته، تحدث الفنان المغربي خالد باها عن الأمن الغذائي وعلاقته بموضوع المهرجان، بينما أعرب الفنان البرتغالي ريكاردو فيريرا عن ارتياحه لمستوى فن الكاريكاتير في المغرب، لكنه أشار إلى أن بعض الدول العربية لم تصل بعد إلى طموحات شعوبها في هذا المجال.
وفي سياق آخر، تناول الزميل عبد المجيد الحمداوي، الصحفي المتخصص في الصحافة الساخرة، دور هذه الصحافة في تبسيط الأفكار المعقدة وطرحها بشكل سهل ومباشر للجمهور. كما تحدث الزميل أبو علي، الصحفي ورسام الكاريكاتير، عن تأثير السخرية في الفنون الصحفية، معبراً عن رأيه بأن السخرية هي “البكاء الضاحك”، وأن الصحافة الساخرة لا تعرف المجاملة.
وطرح الأستاذ العربي الصبان، عميد فن الكاريكاتير، تساؤلات حول تاريخ الثقافة الساخرة في العالم العربي، مؤكدًا على أهمية البحث والتوثيق حول هذا المجال الذي لا يزال يعاني من التقصير في اهتمام الباحثين والمفكرين العرب.
كما خصص المهرجان جزءًا من فعالياته لتشجيع المواهب الصاعدة في فن الكاريكاتير، حيث تم تنظيم ورشات تدريبية لفائدة الأطفال في جهة سوس ماسة، وذلك من أجل تحفيزهم على الاستمرار في هذا الفن، الذي يعد جزءًا من الهوية الثقافية للمنطقة.
وفي إطار الوفاء لتقاليد المهرجان، نظمت “FICA” بتعاون مع المدرسة العليا للتربية والتكوين بجامعة ابن زهر بأكادير، النسخة الجديدة من المهرجان الجامعي للثقافة والفنون التربوية تحت شعار “الفنون البصرية والتعليم: تجارب وآفاق”. وقد تناولت الندوة عدة محاور من بينها ممارسات تدريسية مبتكرة، والفنون البصرية والتنمية الذاتية، وتكوين الأساتذة والسياسات التعليمية. شارك في هذه الندوة أكثر من 20 باحثًا وفنانًا مغربيًا ودوليًا، حيث ناقشوا الروابط بين الفن والتعليم وآفاق تطوير هذا المجال في المستقبل.