سياسة

حديث السياسة: داهية في عالم التخلويض!

دابا ماروك

في عالم السياسة، هناك نوع خاص من البشر يُعرف بـ “الداهية”. إنه ذلك الشخص الذي يملك القدرة على تحويل أي نقاش إلى ميدان تخلويض بامتياز. فعندما يتعلق الأمر بالسياسة، فهو يُشبه المحارب الذي يدخل المعركة مستعداً بكل حيل القتال، ولا يتردد في استخدام أي وسيلة لتحقيق أهدافه.

هذه الشخصية تُعتبر حذقة للغاية، حيث يتقن فن الحسابات كأنه عالم رياضيات. كل خطوة يخطوها، وكل كلمة يتفوه بها، تخضع لحسابات دقيقة. فهو يعرف كيف يوزع الكلمات كما يُوزع الورق في لعبة الورق، بحيث يضمن أن تكون لديه اليد الرابحة دائماً. أما عن حركته الدائبة نحو المال، فتلك قصة أخرى!

إنه يتطلع دائماً للتقرب من “كبار القوم”، هؤلاء الذين يحملون مفاتيح السلطة والثروة. ولسبب ما، يبدو أن لديه قدرة غريبة على اكتشاف من سيكون في القمة ومن سيتراجع. لهذا، تجده يلهث وراءهم كما يلهث العطشان خلف الماء، متجاهلاً كل القيم والمبادئ، بل وحتى الأصدقاء الذين قدموا له الدعم في السابق.

لكن، هل تساءلنا عن ما يختبئ وراء هذا السلوك؟ الداهية يعرف نفسه جيداً، ويدرك أن الغدر يحيط به في كل زاوية. فهو يُعتبر شخصاً يمثل خطراً على مستقبله، لأن عليه دائماً أن يحافظ على علاقاته مع الكبار. لذا، تجده يرقص رقصة مُحترفة بين الولاء والخيبة، بين الحقيقة والتظاهر، كما لو كان في عرض سيرك.

وعندما يتحدث عن “المبادئ” و”الأخلاقيات”، عليك أن تعرف أنه يقصد المبادئ التي تخدم مصلحته الخاصة. كل حديثه مُصاغ بعناية ليبدو وكأنه يتبنى القضايا الكبرى، لكن في الحقيقة، هو يسعى لتهيئة الساحة لحماية نفسه من العواصف التي قد تُهدد مستقبله.

باختصار، حديث السياسة في عالم التخلويض يُشبه التوجه إلى مطعم فاخر: تتوقع الأطباق الشهية، لكنك تجد نفسك أمام صحن فارغ يُعتبر تحفة فنية. لذا، يجب علينا أن نبقى واعين لهذا الداهية الذي يجري ويلهث وراء المال والسلطة، وأن نتعلم كيف نُميز بين الحديث الجاد والتخلويض الساخر الذي يُدير به دائرته الخاصة.

لكن، ما كل مرة تسلم الجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى