دابا ماروك
يبدو وكأن مشروع قانون المالية 2025 محاولة من الحكومة للعب دور “بابا نويل” بالنسبة للأجراء والموظفين، لكن هدية السنة الجديدة ستكون في شكل “إصلاح” ضريبي، وطبعا هناك دائمًا الفخاخ.
بدءًا من يناير، ستكون شريحة الدخل التي تصل إلى 40,000 درهم معفية تمامًا من الضريبة على الدخل، وكأنها بطاقة خروج من السجن. أما من يكسب بين 40,001 و60,000 درهم، فسيحصل على “خصم” بنسبة 10%، وهذا يبدو مثل “عطاء مشروط” من الحكومة. وإذا كنت من أصحاب الدخل بين 60,001 و80,000 درهم، تهانينا، ستحصل على خصم بنسبة 20%، وكأن الحكومة تقول: “خذ ولكن لا تطمع!”.
بالنسبة للمحظوظين الذين يكسبون بين 80,001 و100,000 درهم، سيحصلون على خصم بنسبة 30%، وهو خصم مغرٍ لكن مع لمسة من “الحيطة والحذر”. أما “الطبقة الذهبية” التي تتراوح دخولها بين 100,001 و180,000 درهم، فسوف تحصل على خصم بنسبة 34%، وربما يمكنهم شكر الحكومة لاحقًا، بينما أولئك الذين يكسبون أكثر من ذلك سيدخلون في “لعبة الحظ” بخصم يبلغ 37%. ربما الحكومة تعتقد أن هؤلاء هم الأكثر حظًا، فلماذا لا تُقاسمهم بعض المال؟!
وبما أن الحكومة تتوقع تحصيل 61 مليار درهم من هذه الضريبة، فالمعادلة هنا واضحة: نحن ندفع وهم يحسبون.
لكن لا تقلق، فالأسرة ليست منسية، لأن الحكومة تتكرم برفع المبلغ السنوي الخاضع للخصم “العائلي” إلى 500 درهم لكل شخص متكفل به. لكن كن حذرًا، السقف ما زال متواضعًا بزيادة تصل إلى 3000 درهم. وبالطبع، الحكومة تعلم أن الأسرة المغربية لا تتجاوز 6 أفراد، وإلا ستكون “فوضى مالية”.
أما “عشاق العقار” فيبدو أنهم على وشك الوقوع في فخ جديد؛ فالحكومة تقدم لهم خيارًا بين الحجز المؤقت بنسبة 15% أو فرض ضريبة نهائية تبلغ 20%، لأن الخيارات المحدودة تجعل الحياة أكثر “بساطة”!
وأخيرًا، إذا كنت ممن يحبون الربح السريع في ألعاب الحظ، فاستعد، الحكومة ستأخذ منك 30% من أرباحك. يبدو أنهم اعتقدوا أنك ربحت بما فيه الكفاية من “المصادفات”، فلم لا يشاركونك القليل من حظك؟!
