الافتتاحية

خونة وأبواق الببغاوات: مواقع ومنصات إعلامية تبيع المصداقية تحت الطاولة!

محمد صابر

من المثير للاهتمام في المشهد الإعلامي الحالي، هو وجود معادلة معقدة تجمع بين الإعلام والمسؤولية في مواجهة الحقيقة والشفافية. نحن، في موقعنا “دابا ماروك”، نحرص دائمًا على التعامل مع القضايا الإعلامية بكل تجرد وشفافية، محافظين على روح المسؤولية تجاه جمهورنا ومجتمعنا. هذا الالتزام يتمثل في طرحنا المستمر للمشاكل المجتمعية والسياسية والاقتصادية، مع التركيز على تقديم الحلول الممكنة، بعيدًا عن الخلفيات أو المصالح الخفية. نحن نفتخر بأننا لا نمارس ما قد تمارسه بعض المواقع التي تقبض تحت الطاولة من أجل نشر ما تكتبه الببغاوات، وهو أمر أصبح شائعًا ومعروفا في بعض الأوساط الإلكترونية.

لكن في هذا السياق، نجد أن الأمر يتعدى مجرد الشفافية الإعلامية. هناك قضية أعمق تتعلق بمغاربة في الداخل والخارج الذين تورطوا في خيانة البلاد والعباد. هذا السلوك يظهر من خلال تسلمهم أموالًا طائلة من جهات خارجية، بهدف نشر حقائق ملتوية أو حتى أباطيل تم تصنيعها بعناية لنشر البلبلة في البلاد.

هؤلاء الأفراد، الذين يظهرون بمظهر الوطنيين بينما هم في الواقع أدوات في أيدي جهات معينة، ليسوا فقط خونة لأرضهم، بل هم خونة لمبادئ الصحافة الحقيقية ولأخلاق المسؤولية. يتلقون أموالاً ليستمروا في نشر المعلومات المغلوطة والتلاعب بالرأي العام، سواء عبر وسائل الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعي، كل ذلك خدمةً لأجندات خارجية تهدف إلى تحقيق مصالح شخصية أو سياسية لا علاقة لها بمصالح المغرب.

التساؤل الأكبر هنا هو: كيف لأفراد مغاربة، في الداخل والخارج، أن يبيعوا أنفسهم بهذه الطريقة؟ هل فقدوا البوصلة الأخلاقية التي تربطهم بوطنهم؟ أم أن بريق الأموال بات يغشي أبصارهم، ويجعلهم غير مدركين لعواقب أفعالهم التي قد تقود البلاد إلى طريق الخيانة؟

الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هؤلاء الأفراد قد لا يرون أنفسهم خونة، بل قد يعتقدون أنهم “كاشفي حقائق” أو “صوت الشعب”، بينما هم في الواقع بيادق تحركهم أيادٍ من الخارج، تسعى لتحقيق مصالح لا تخدم سوى نفسها.

لذلك، يجب أن يكون دورنا كإعلام حقيقي ومهني هو فضح هذه الممارسات، وكشف تلك الشبكات التي تحاول يائسة زعزعة استقرار الوطن من خلال ترويج الأكاذيب. علينا أن نكون عين المجتمع التي لا تنام، وأن نواصل نشر الحقائق بكل مسؤولية، دون أن ننجر وراء المصالح الضيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى