الرأي

اللي شفتو راكب الكلخة گولو: مبروك العود

نعتقد أنه قد آن الأوان من أجل العودة إلى ″ الخيول المربوطة″، أي إلى الخيول الأصيلة التي لا يسوسها إلا الفرسان الذين يعرفون ويحترمون أصالتها.

والخيول الدخيلة أيضا معروفة، وساستها معروفون ولا يمكن تصنيفهم إلا في خانتهم.

بخصوص البشر الذين فضلهم الله على كل مخلوقاته، نجد كثيرين منهم للأسف يعتقدون أن الآخرين مغفلين بحكم ركوبهم ″الكلخة″، أو أنهم سذج لدرجة احتقارهم لذكاء الآخرين..أو فقط ربما لأن لديهم يقين وقناعة بكون الدنيا ″هانية″ ويؤكدون لنا بالتالي أنهم أنفسهم يركبون ″الكلخة″ وطوز فينا.

هي أمثلة تنطبق بحق على عدد من الناس الذين وجدوا أنفسهم في مواقع المسؤولية دون أن يدرون كيف ولماذا، ماداموا يعرفون أنهم لا يستحقونها إما بسبب خفة أياديهم أو بسبب عدم استحقاقهم لتلك المناصب التي تتعدد أسباب الوصول إليها والحق واحد.

وبالتالي، فإن الذين يصفقون لمثل هذه الكائنات أو يدعمونها غالبا ما يكونوا منافقين للشراء وبيع ضمائرهم إن كانت لهم ضمائر..لأننا نعرف أن فاقد الشيء لا يعطيه.

مر لحد الآن أزيد من نصف قرن على حصولنا على الاستقلال، ولازالت المصالح الشخصية والآنية تستعمر عقولنا لدرجة تصل في غالبية الأحيان إلى التجرد من صفة ذاك المقاوم الذي قاوم وقاوم من أجل نصرة بلاده وتحقيق العز والكرامة لأبناء شعبه.

آه أين هم الرجال الذين ماتوا..سمعنا أحدهم يتحدث إلى رفيقه مرة على متن القطار، وقال له متسائلا: ″كثيرون هم الذكور وقليل هم الرجال″.

الرجل في العرف الشعبي هو صاحب المواقف النبيلة والأخلاق الحميدة والأهداف الوطنية البريئة من تلك التي يتصف بها عدد كبير من الذكور.

كلنا مسافرون في دروب الحياة ولكل منا محطته المقصودة..ومن حقنا أن نتساءل ماذا سنترك للأجيال الصاعدة التي من واجبنا أن نعبد لها الطريق من أجل مغرب تتساوى فيه الفرص، مغرب ديمقراطي، مغرب لا يعرف من يركب ″الكلخة″ ظانا أنه يمتطي جوادا أصيلا.

من واجبنا أن ننشر بين الناس ثقافة الشفافية والتآزر والتآخي ومبادئ المساواة والكرامة. ولم لا نبرمج دروسا في الأخلاق حتى يستفيد منها على الأقل شباب اليوم المعول عليه غدا أو بعده، لأن محطتنا اقتربت وعلينا أن نكف عن تجوالنا في دروب هذه الحياة، ويصعب علينا أن نظل نحارب بين عشية وضحاها تلك الأنانية المصلحية التي تعشش في دواخل العديد منا.

آخر الكلام:

″اللي شفتو راكب الكلخة لا تنافقه″ وبه وجب الإعلام والسلام على أصحاب الضمائر.

المتتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى