مجتمع

هيجان حول اجتياز امتحان السياقة ووزير النقل واللوجيستيك يؤكد أن الراسبين في اليوم الأول من النظام الجديد ستمنح لهم فرصة جديدة دون احتساب الفرصة الأولى

علي بنصالح

عرفت مكاتب  اجتياز الامتحانات النظرية التابعة لمراكز تسجيل السيارات، للحصول على رخص السياقة، اليوم الخميس كأول يوم لاستعمال النظام الجديد في امتحان السياقة النظري، والدخول في وضع بنك أسئلة جديد، تراجعا كبيرا في نسبة النجاح، حيث بلغت مستويات قياسية وغير مسبوقة.

وهكذا بلغت نسبة الرسوب في غالبية مراكز الامتحان، أزيد من 85 بالمائة ببعض المدن والمناطق، بما فيها نسبة 100 بالمائة في بعض المراكز، التي لم يظفر فيها أي ناجح من المرشحين، من أجل اجتياز مرحلة الامتحان التطبيقي والحصول بالتالي على رخصة السياقة.

وهو أمر آثار حفيظة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كما دفع ببعضهم طرح نوعية الأسئلة الجديدة، التي أكدوا إنها تتعلق بالامتحان المعلوم، والتي أثارت جدلا واسعا بسبب نوعيتها.

بالموازاة مع ذلك، تفيد مصادر من الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، فإن ما جرى تداوله من صور لأسئلة الامتحان على مواقع التواصل الاجتماعي غير صحيح، وأنه لم تطرح أي أسئلة بالشكل الذي يتم الترويج له، خصوصا صور الأسئلة المتعلقة بالمشروبات الكحولية وأنواعها المختلفة.

وأضاف نفس المصدر من داخل الوكالة أن نسبة الراسبين يوم الاثنين الماضي كانت جد مرتفعة، بسبب الشروع في تنزيل النظام الجديد الذي يتضمن بنكا من الأسئلة والصور الجديدة، موضحا أن تسجيل هذه النسبة من الراسبين أمر طبيعي لكون هذه الأسئلة مستجدة ولكون أول مرة يجري استعمالها، مشيرا إلى أن هناك الاستدراك وإمكانية المراجعة وفهم الأسئلة بشكل جيد قبل إجراء الامتحان.

وزاد وقال، إن بنك الأسئلة الجديد انتقل إلى 1000 سؤال معتمد في الامتحان النظري، خلافا للنظام القديم الذي لم يكن يتعدى 600 سؤال، اللهم إذا استثنيت بنية الامتحان النظري في الاحتفاظ على 40 سؤال فقط في الامتحان، وعتبة النجاح المحددة في الإجابة على 32 سؤالا صحيحا من أصل 40.

في تقديم التوضيحات المرتبطة بالتغييرات التي تمت على مستوى بنية الامتحان النظري الجديد، أضاف نفس المصدر، أنه جرى تنويع الأسئلة المقدمة، من خلال الاعتماد على الفيديو إلى جانب الصور، من خلال 950 سؤال صورة و50 فيديو عكس النظام القديم الذي ظل يعتمد على اسئلة الصور فقط.

وفي بلاغ لها، عممت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، أمس الأربعاء، ما جرى ترويجه من أسئلة مفبركة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أكدت الوكالة إن الأخبار والصور التي تداولتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي والمرتبطة بالأسئلة التي تهم السياقة تحت تأثير الكحول وأخرى مرتبطة باستعمال الطريق السيار، مغلوطة وغير صحيحة وأن هذه الأسئلة والصور المتداولة بهذه المواقع مفبركة وغير موجودة على الإطلاق ببنك الأسئلة الجديدة.

كما توعدت الوكالة الذين يروجون الإشاعات ويتداولون أسئلة مغلوطة بسلك كل الإجراءات القانونية اللازمة، مشددة على أنها ستقوم بتتبع وتقييم يومي لعملية اجتياز الاختبار النظري الجديد للحصول على رخصة السياقة مع تسخير كل الإمكانيات اللازمة لإنجاح تنزيل هذا الورش الإصلاحي الهام الرامي إلى الرفع من مستوى تأهيل السائقين الكفيل بالمساهمة في تحسين السلامة الطرقية في بلادنا وضمان المنافسة الشريفة بين مهنيي تعليم السياقة.

وأشارت الوكالة إلى أنها لمست تطورا جد إيجابي في نسبة نجاح المترشحين بين اليوم الأول (الاثنين) واليوم الثاني (الثلاثاء) لتنزيل بنك الأسئلة الجديد، موضحة أن معدلات النجاح تراوح ما بين 32/40 و 39/40 بالنسبة لصنف “ب” وبين /38/46 و 42/46 بالنسبة للأصناف الأخرى.

وأكدت الوكالة في نفس البلاغ أن أغلب المترشحين حصلوا على نتائج قريبة من معدل النجاح، حيث بلغ متوسط النقط المحصل عليها على الصعيد الوطني حوالي 23/40 اليوم الأول و 28/40 اليوم الثاني بالنسبة لصنف “ب” وحوالي 27/46 في اليوم الأول و32/46 اليوم الثاني بالنسبة للأصناف الأخرى.

من جهته، أكد محمد عبد الجليل، وزير النقل واللوجيستيك، اليوم الخميس، أن المترشحين الراسبين في اليوم الأول من النظام الجديد للاختبار النظري لنيل رخصة السياقة، ستمنح لهم فرصة جديدة دون احتساب الفرصة الأولى.

وفي معرض رده عن سؤال حول ارتفاع نسبة الرسوب في الاختبار النظري لنيل رخصة السياقة، خلال لقاء صحفي عقب انعقاد مجلس الحكومة، أوضح الوزير أن “نتائج اليوم الأول عرفت بالطبع نسبة جد ضئيلة من النجاح ” مضيفا أن ” الذين اجتازوا الامتحان يوم الاثنين الماضي ستمنح لهم فرصة أخرى لاجتياز الامتحان دون احتساب الفرصة الأولى.”

وسجل الوزير أنه بعد عملية التقييم في اليوم الأول من طرف الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية “نارسا” من خلال تحليل الأجوبة وفهم الخلل وإصلاحه، ” ارتفعت نسبة النجاح في اليوم الموالي إلى 35 في المائة وإلى 40 في المائة أمس الأربعاء” ، مبرزا أنه ” من المنتظر أن ترتفع نسبة النجاح إلى 55 في المائة هذا اليوم، على أن تصل هذه النسبة في آخر الأسبوع إلى النسبة المعتادة في الامتحان النظري”.

وأبرز أن الامتحان النظري في صيغته الجديدة يندرج في إطار ورش إصلاح المنظومة التعليمية المرتبطة بالسياقة ككل، كما يندرج في إطار الإستراتيجية الوطنية 2017 المبنية على خمس دعامات، خاصة المتعلقة بالعنصر البشري والذي يشمل ورش التحسيس والتكوين والمراقبة.

وأضاف عبد الجليل أن هذا المشروع انطلق سنة 2020 تطبيقا للإستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية 2017-2026، واستغرق سنتين من العمل داخل الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية بعد تحديثه، وسنة من المفاوضات مع مؤسسات تعليم السياقة الخاصة قبل الوصول الى العمل به يوم الاثنين الماضي،حيث أشار إلى أن هذا الاختبار النظري ” ليس امتحانا فقط، بل يشمل، أيضا، مواكبة التكوين من طرف هذه الوكالة التي وضعت منصة لهذا الغرض رهن إشارة المؤسسات التعليمية والمتدربين لاستعمالها داخل المؤسسة أو عبر الأجهزة الإلكترونية”.

واختتم مذكرا أن هذه المواكبة تتوخى تحسين التكوين لدى السائق ليس فقط في فهم الإشارات المرورية والمخالفات، ولكن تكوين سائقين جدد يفهمون هذه القوانين، ويدركون المسؤولية والسلامة الطرقية والعوامل المؤثرة عليها، مبرزا أن الهدف الأساس يكمن في تقليص نسبة حوادث السير بالمملكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى