مجتمع

يومات معطل

هل تعرفون أنه حين استيقظ كل صباح وأكتشف أنه لا معنى لحياتي وأنا صفر اليدين بعد أن مررت بطفولة شقية ودائما بسبب قلة حيلة اليد، وبمراهقة لم يكن نصيبي منها سوى بنطلون واحد في السنة وبعض الملابس الرخيصة التي كنت أقتنيها من “البال”.
وكل ذلك لم يقف عائقا في وجهي، بل كابدت وتابعت دراستي بشكل جيد طمعا في غد أفضل.وأعتقد أو هكذا خيل إلي أن الأمر منطقي، ولذلك اجتهدت حتى حصلت على شهادة الإجازة دون أن تضيع من يدي أية سنة دراسية، وهو الأمر الذي أسعد آنذاك والدي أكثر مني، خصوصا وأنني الابن البكر بين إخوتي.
كبر احترام الوالدين وكبر معه احترام الجيران وحسد الحاسدين الذين اعتقدوا بكل سذاجة أنني “طفرتو”.
لكن سرعان ما بدأ الاحترام يختفي بعد أن أصبحت عالة على أسرتي، كما زاد تقاعد والدي في تعقيد وتأزيم وضعيتي. وحين كنت أصادف زملاء الدراسة في الطفولة الذين لسبب أو لآخر لم يتمكنوا من متابعة دراستهم، حيث اختاروا مسارات مهنية أخرى، كنت ومازلت أصارع نفسي بالاعتقاد أنني اخترت الطريق الصحيح.لماذا؟ لأن الذنب كل الذنب في الحكومات المتاعقبة، وفي أساليب المحسوبية والرشوة وفي التوظيفات المشبوهة.
تجاوزت العقد الرابع من عمري وفرضوا علي المغادرة المكرهة، ومازلت أعزبا وكم أخجل من نفسي حين أمد يدي إلى أحد أشقائي الذي يمتهن حرفة محترمة براتب شبه محترم.
فهل بإمكاني أن أدعو إلى عقد مصالحة في برنامج شبيه بالخيط الأبيض مع رئيس الحكومة من أجل رد اعتباري؟!

أبو زيد الذي لن يزد أبدا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى