مجتمع

فاتح ماي: تحية إلى كل المتقاعدين الذين خرجوا هذه السنة صفر درهم

نتوقف اليوم، وبمناسبة تخليد الطبقة الشغيلة لعيدها الأممي الذي يصادف طبعا فاتح ماي من كل سنة، بالنظر إلى التردي المستمر والمتواصل لوضعية الطبقة العاملة ببلادنا بدليل استفحال مظاهر الاحتجاجات والإضرابات التي يخوضها أجراء مختلف القطاعات، مما يعني أن الأزمة مستفحلة في المجال الاجتماعي.
وقد يطول بنا المقام لو حاولنا حصر المشاكل التي تعانيها الطبقة الشغيلة التي رغم إجماعنا على أن الاقتصاد الوطني يقوم على أكتافها ويتطور بسواعدها وعرق جبينها، فإنها لا تجني مع ذلك سوى على الفتات، فيما يعيش العديد من أرباب العمل وأصحاب المعامل والشركات حياة البذخ والرفاه.
إن الطبقة العاملة وهي تخلد عيدها الأممي لابد أن نستحضر وضعيتها في مواجهة هذه الليبرالية المتوحشة. فهي ترى نفسها ورغم ما تقوم به من مجهودات تعيش على الهامش في ظل أجور متدنية وزيادة شحيحة جدا، ولا جدوى من التغطية الاجتماعية والصحية، وفي غياب قانون شغل يحمي اليد العاملة، وفي مواجهة شراسة وتخاذل السلطات المعنية عن حمايتهم وضمان حقوقهم. هذا دون الحديث عن بعض المستثمرين الذين ابتليت بهم البلاد، الذين يتعمدون وفقا للقانون الذي يحمي مصالحهم من تشغيل اليد العاملة بعقود شغل محدودة في ستة أشهر، ثم يجددونها بأساليب قريبة من المكر الحقيقي، وكأننا نعيش في عهد غابر.
نعود ونقول أنه رغم كثرة الاتفاقيات والبروتوكولات، فإن الملف الاجتماعي يعاد طرحه كل مرة تتغير فيها الحكومة. وكل حكومة تتعهد في برنامجها بأن الأولوية للمجال الاجتماعي، فإن وضعية العمال وأجراء مختلف القطاعات تظل هي هي، إن لم نقل تزداد تدهورا.
فهل تفي هذه الزيادة الشحيحة جدا التي أعلنها رئيس الحكومة ومعه الباطرونا والنقابات، بالحاجة، سيما في ظل  ضعف القدرة الشرائية. ثم ما ذنب هؤلاء المتقاعدين الذين ظلوا يتوخون الخير والخمير هذه السنة، فخرجوا صفر درهم في هذه الاتفاق العجيب الذي لاشك أنه يحابي الطبقة المتوسطة بأسلوب “قلني نقيلك”.
نقول هذا ونأمل غدا أفضل، وإلى ذلك الحين، نشد بحرارة على يد كل هؤلاء العمال المغلوبين على أمورهم، وكل فاتح ماي وأنتم ونحن في قاعة الانتظار.

محمد الفضالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى