“اللي باغي بصح يصلح يبدا بعدا من راسو”
محمد أبناي
انتشرت خلال الآونة الأخيرة بالمغرب، كما في دول أخرى، ظاهرة تربية الكلاب التي ظلت تقتصر فيما مضى على حاجة كالصيد أو الحراسة.
أقول هذا وأحس بالاشمئزاز، وأنا على متن سيارتي المتواضعة في طريقي إلى مقر العمل هذا الصباح عبر شارع آنفا بالدار البيضاء، المعروف بأناقة عماراته ومقاهيه ومتاجره، حيث لم أطق أناسا يصطحبون كلابا ليست ضالة، ولم تخضع لحسن التربية، وهي لا تتورع على التبول والتبرز بكل حرية على رصيف الشارع المذكور، دون أن يتجشم أصحابها عناء إزالة روث الكلاب الذي يستفز العين والبيئة وجمالية المكان. وقد تجد هؤلاء الذين يصرفون مبالغ محترمة من أجل إطعام الكلاب وتدليلها والتنزه بها عبر الأماكن العمومية، خبراء في إعطاء الدروس في المواطنة والأخلاق وما شئتم.
وإذا كنا نؤكد لأصحاب هذه الكلاب على ضرورة إعادة تربية هذه الحيوانات باستعمال المرحاض داخل محيطها بالبيت، فقد سبق لجامعة ميونيخ بألمانيا أن حذرت من تربية الكلاب في المنازل من خلال دراسة علمية قامت بها نفس الجامعة تؤكد أن 80 % من النساء اللاتي أصبن بسرطان الثدي كن تمتلكن كلابا.
أما داء الدودة الشريطية التي تتواجد بفضلات الكلاب، فإنها تتسبب في عدوى للإنسان من خلال تناول طعام ملوث ببراز الكلاب الحاملة لبيوض نفس الدودة
هذا دون الحديث عن تحويل الحيوان الأليف إلى وسيلة لنقل البكتيريا والجراثيم من جسمه إلى الإنسان.
نعود ونذكر أصحاب الكلاب الذين ما انفك بعضهم يستعرض علينا عضلاته الهشة في التجول بالشوارع رفقة الكلاب، وما يتسبب ذلك من مساس للأخلاق وللبيئة، بالمقولة الشعبية:
“اللي باغي بصح يصلح يبدا بعدا من راسو”.