شباب المحمدية: ملحمة الفشل والتراجيديا الرياضية، هل من بصيص أمل في نهاية النفق؟
دابا ماروك
أيها العشاق النجباء لفريق شباب المحمدية، تحية وسلام.
ها نحن الآن نعود إلى ساحة الأحداث بعد أن دخل فريق شباب المحمدية أروقة البطولة الحالية وهو يحمل معه سجلًا حافلاً من الخيبات والإخفاقات. وها قد دخلت البطولة بثلاث جولات مُدمّرة، مُعرّضًا لإصابات مُتتالية على يد الهزائم المتوالية التي سطرت بأرقام محرجة، كأنما كانت مصممة خصيصًا ليشعر جمهور الفريق بحرقات قلبية حقيقية. وها هي الآن لدينا فرصة أخرى لنقول: “قلنا لكم!”
لنتذكر ما قلناه قبيل بداية البطولة. قلنا في تلك الأيام الوردية: “الشفافية مطلب ملح!” وكان ذلك بمثابة دعوة للاستيقاظ لجميع المعنيين، من جمعيات محلية إلى الجهات الإدارية والقضائية، لكن يبدو أن الرسائل لم تصل، أو ربما وصلت ولكنها فُقدت في زحمة البريد الإلكتروني المكدس. لم تُحل الأزمة المالية والإدارية، وظل الفريق على نفس الدرب، أي درب “الضياع المحتم”.
نعود اليوم إلى مشهد مؤلم، حيث يبدو أن المسؤولين عن الفريق قرروا أن يتقنوا فنون الهزائم بإتقان لا يُضاهى. فقد بدأت البطولة بانتكاسات متتالية، حيث تُعدّ بمثابة نصوص درامية لحلقات مسلسل فشل لا نهاية له. فبعد الخسارة في مبارتين متتاليتين في البطولة، جاء الدور على بطولة التميز ليُضاف إليها هزيمة ثالثة، وكأنما الفريق يلعب بتمثال رخامي بدلًا من لاعبي كرة قدم حقيقيين.
وتعليقنا؟ هو ليس تعبيرًا عن تعاطف، بل هو تحليل ساخن للواقع المُرّ. فالمكتب المسير، الذي نأى بنفسه عن الشفافية وكشف الحسابات، يُبدو أنه يتقن سياسة “إخفاء الغسيل المتسخ” أكثر من أي وقت مضى. سعيه المحموم لإخفاء المداخيل وعدم السماح للمتابعين بالاطلاع على مجريات الأمور كان بمثابة دعوة مفتوحة للتهكم والسخرية. كيف يمكنك أن تطلب من فريقك الأداء الجيد بينما أنت تعمل في خلفية ملغمة بغياب الشفافية ونقص الرقابة؟
ثم تأت سياسة “بيع اللاعبين الأساسيين واستخدام لاعبين شباب بدون خبرة” كعذر إضافي لنكبة أعمق. يبدو أن هناك إستراتيجية مبهرة لجعل الفريق يظهر وكأنه قد اُختير بعناية ليكون الأكثر تضررًا في هذه البطولة. فما الفرق بين قرارات الإدارة وبين مشهد كوميدي درامي لا يُفهم منه إلا أنها مزيج من الأخطاء الفادحة والعشوائية؟
وبالطبع، هنا يُطرح السؤال الكبير: من سينقذ الفريق من هذه الورطة؟ هل هناك قوة خارقة أو معجزة ستظهر لتغيير المسار؟ أم أننا سنرى هذا الفريق، الذي كان يومًا ما رمزًا للأمل، يغرق في بحر الفشل ويتلاشى في غياهب التاريخ الرياضي؟
التوقعات الحالية، للأسف، ليست مبهجة. لا مجال للتهرب من الحقيقة، فهي تقول بأن شباب المحمدية في طريقه إلى مأساة رياضية قد تكون غير مسبوقة. والفرصة الوحيدة لإصلاح الوضع قد تكون في تدخل جاد وحاسم من السلطات المحلية، أو في ظهور قيادة جديدة قادرة على تجاوز الكوارث المترتبة على القرارات الفاشلة.
لذا، ولأننا لن نكون من الذين يطلقون الكلام على عواهنه، نؤكد على ضرورة العمل الجاد والمستدام لإنقاذ الفريق. كل ثانية تمر بدون حل جاد تقترب بالفريق من هاوية لن يكون هناك عودة منها. يا من تقرأ هذا التعليق، انتظر اليوم الذي سنقول فيه: “قلنا لكم!”.
إذن، نعيش اليوم فصلا جديدا من المسلسل الرياضي الأكثر إثارة، الذي يروي قصة فريق كان يومًا ما رمزًا للأمل، ولكنه الآن يعيش أيامًا عاصفة في قلب البحر المائج. دعونا نتعمق في أحداث هذه السلسلة المليئة بالخيبات، والتي أصبحت بحق دراما مليئة بالدموع والعبر.
كيف لا والفريق دخل إلى البطولة بأمل ضعيف لكنه غير مستحق. كيف لا؟ وقد كانت البداية مثيرة، لكن ليس بالطريقة التي كان ينتظرها جمهور الفريق العاشق. بدلاً من الإشادة بالأداء، ارتفعت الأصوات في استنكار الهزائم المتتالية، التي تُوجت بالضربة القاضية في بطولة التميز. بدت النتائج وكأنها نصوص درامية كتبها كاتب خيالي لا يرحم.
مشهد 1: غموض ما بعد الفشل
المدير الرياضي يدخل المكتب برأس مائل، مكتظ بالكلمات التي يُفترض أن تُقنع المتابعين بأن الأمور على ما يرام. ينظر إلى لوحة النتائج المؤلمة ويصرخ: “لن تُنزع الأسطورة من مكانها!”، لكن الحقائق لا تعترف بالأماني، وتظل الهزائم تتوالى كأنها نوبات مستمرة من الضياع.
مشهد 2: جريمة الشفافية المفقودة
في مكان آخر، حيث تُجرى “الجمعيات العمومية”، يختفي الجمهور وكأنهم تواروا عن الأنظار في غموض، لتظهر قرارات الإدارة المريبة وكأنها سحر أسود. الغرف المظلمة تُركت لتؤوي الأسرار، ومداخيل بيع اللاعبين تُخفى كما تُخفي الأساطير العريقة أسراها. قناع الشفافية ينهار، وتُضاف خيوط جديدة إلى شبكة الفشل.
مشهد 3: اللاعبون الجدد ومهاراتهم المذهلة
ننتقل إلى ملعب البشير، حيث يُشاهد اللاعبون الجدد الذين أُدخلوا في مشهد يبدو وكأنه اختبار ميداني لنظرية “الأسوأ من الأسوأ”. الأداء الهش والتكتيك العشوائي يُعتبرون بطولة كوميدية بامتياز، والكرة تتدحرج برشاقة من إخفاق إلى إخفاق، مما يجعل المشهد مضحكًا بقدر ما هو محزن.
مشهد 4: الأمل البعيد
تبدأ أولى إشارات الأمل بالتلاشي مع كل مباراة تمر، وتبدو العودة إلى القمة كحلم بعيد المنال. الأبطال في هذا المشهد ليسوا سوى أشباح من الماضي، والحلقة الأخيرة في هذا الموسم قد تكون النهاية غير المتوقعة لقصة بدأت بكثير من الوعود ولكنها اختتمت بكثير من الندم.الإجابات غير واضحة، لكن النمط يستمر في التكرار. إذا لم يتدخل الأبطال الجدد (أو على الأقل التغيير الجاد في الإدارة)، فإن النهاية قد تكون أسوأ مما نتصور. لذا، لا يسعنا سوى أن نتساءل: هل من الممكن أن نرى في الحلقة القادمة تحولًا دراميًا ينقذ فريق شباب المحمدية من التراجيديا الحالية؟
إلى أن يظهر هذا الأمل المفقود، فإننا نتابع بشغف دراما الفشل المؤلمة، مع الأمل في نهاية سعيدة. لكن، حتى ذلك الحين، فإن البطولة تظل على حافة الهاوية، والجميع في انتظار ما سيحدث بعد.