فن وثقافة

الجهل الساخر: رحلة عبر عالم الأميين ومغنيي الراب

دابا ماروك

في زمن تتسارع فيه الاكتشافات العلمية وتنهال علينا الأخبار والابتكارات، يظهر نوع من البشر وكأنهم يفضلون العيش في الزمن الغابر. نعم، نحن نتحدث عن الأميين، هؤلاء الذين يبدون وكأنهم ينتمون إلى عصر مختلف، ويتعاملون مع المعلومات كما يتعاملون مع الألغاز المعقدة. لكن، دعونا نتناول هذا الموضوع بلمسة من السخرية.

لنبدأ بحديثنا عن الأميين الذين يعترفون بفخر أنهم لا يقرؤون الكتب. هؤلاء الأشخاص يعاملون الكتب وكأنها مجرد قطع أثاث غير ضرورية. حينما يُطلب منهم قراءة شيء، يردون بفكرة أن “الكتب ليست سوى مجموعة من الأوراق” ولا يحتاجون إلى “إضاعة وقتهم الثمين”. وفي عالمهم، يبدو أن مشاهدة الأفلام تعتبر طريقة مثالية “للإلمام بالمعرفة” بدلاً من قراءة المصادر الأصلية.

ثم نأتي إلى فئة الأميين الذين يتعاملون مع المعلومات كما لو كانوا في مسابقة “من يتخيل الأغرب”. هؤلاء يعتقدون أن كل ما يتم تداوله على الإنترنت هو حقيقة مطلقة، حتى وإن كان يشتمل على مصطلحات علمية تبدو وكأنها خرجت من رواية خيالية. لديهم قدرة مذهلة على تصديق الأخبار المزيفة وتبادلها بحماسة، معتبرين أن “الأشجار قد تتحدث إذا تم إعطاؤها بطاقة SIM”.

لكن لا يمكننا إغفال كيف أن هذه المشاهد تلتقي مع عالم الموسيقى، وخاصة مع فنون الراب، الذي يُعتبر في بعض الأحيان منصة للمشاركة في الثقافة الشعبية وتعبير عن قضايا اجتماعية. بينما نجد بعض مغنيي الراب يُبدعون في تقديم كلمات مليئة بالذكاء والحكمة، نجد آخرين يفضلون التركيز على التكرار والإيقاع أكثر من التركيز على الرسائل المعمقة.

لذا، عندما تسأل عن مرجعية “طوطو”، مغني الراب المعروف، قد تجد نفسك في مواجهة مع أولئك الذين يتعاملون مع الموسيقى بطريقة مشابهة لما يتعاملون به مع المعلومات: بقدر من التبسيط والسطحية. هؤلاء يتحدثون عن “طوطو” وكأنهم يتحدثون عن نجم ساطع في سماء الفن، دون أن يغوصوا في تفاصيل المعنى الحقيقي وراء أعماله.

في النهاية، يجسد هؤلاء الأميون تجسيدًا ساخرًا للجهل، ويظهرون كيف يمكن أن يؤثر نقص المعرفة على كافة جوانب الحياة، بما في ذلك تقدير الفن والموسيقى. ورغم أن سخرية من هذه الحالة قد تكون لاذعة أحيانًا، إلا أنها تذكير مهم بأهمية التعليم والثقافة في تشكيل نظرتنا للعالم وقدرتنا على فهمه بعمق.

لذا، لنواصل الاحتفال بالعلم والمعرفة، ولنأمل أن يأتي اليوم الذي نرى فيه كل من يركبون موجة الجهل يكتشفون متعة التعلم وينفتحون على عالم أوسع من المعرفة والفن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى