فرانكنشتاين و مخلوقه الغريب
بقلم جمال الحجام
رئيس تحرير و مدير لجريدة
سابقا L’Opinion
بتحريكها لكراكيز البوليزاريو و دفعهم منذ سنة 2021 للتحرش بالشريط العازل بالصحراء المغربية، أرادت الجزائر خلق ما من شأنه أن يوحي بوضعية حرب بالمنطقة على أمل فرض واقع جديد يمكنها من ممارسة الضغوط على المنتظم الدولي. لكنها فشلت في مخططها الأخرق تماما، كما فشلت حين دفعت بمليشيات تندوف إلى عرقلة الحركة بممر الݣرݣاران حيث كانت النتيجة صاعقة بالنسبة لجنيرالات الحكم العسكري الجزائري، فيما دبر المغرب الأمر بحنكة وحزم مكناه من تغيير المعطى جدريا على الأرض و كذا من تأمين المنطقة نهائيا. لكن يبدو أن النظام الجزائري لا يتعض و لازال في طغيانه يعمه بتعداده للمخططات على أمل النيل من عدوه “الكلاسيكي” و قد أصابه السعار خاصة بعد الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.
يستمر النظام الحزائري في تهديداته المبطنة و في تجييش إعلامه بالكذب و البهتان و في إغداق الأموال الطائلة على دمياه ضدا عن مصالح شعبه و مغامرا بمستقبله في جهل و تجاهل تأمين للوضع الجيوسياسي و الجيوستراتيجي الجديد.
لقد راهنت جزائر منذ عقبة بومدين على إسقاط النظام المغربي بافتعالها نزاع الصحراء و سخرت لذلك على مدى 48 سنة كل ما بوسعها من مال و عتاد و دبلوماسية، و ها هو اليوم النظام الجزائري يجد نفسه في وضع لا يحسد عليه بسبب قضية الصحراء نفسها، أي بسبب ما اقترفت يداه. ذلك أن المسألة أصبحت مسألة موت أو حياة بالنسبة له في حين، و على عكس ما كانت تتمناه الجزائر، حصن المغرب جبهته الداخلية بالإسمنت المقوى و التف الشعب المغربي أكثر فأكثر حول العرش و انطلق بعزيمة وحزم نحو التقدم و البناء.
وضعية الجزائر اليوم تذكرني بقصة فيكتور فرانكنشتاين الخيالية لكاتبتها الإنجليزية ماري شيليو. و فرانكنشتاين هو عالم خلق مخلوقًا غريبًا في تجربة علمية غير تقليدية، فتحول ذلك المخلوق غير الخاضع لقوانين الطبيعة لوحش كان سببا في هلاك خالقه فرانكنشتاين الذي حسب نفسه أنه قد أحسنه.
كل التوفيق والصحة.