الرأي

المخزن الحقيقي في المغرب: القوة الخفية وراء صنع القرار

في المغرب، مصطلح “المخزن” له دلالات تاريخية وسياسية وثقافية عميقة، ويشير إلى النخبة الحاكمة والأجهزة التي تدير شؤون الدولة بشكل غير رسمي إلى جانب الحكومة المنتخبة. إليكم تفاصيل حول من يعتبر “المخزن” الحقيقي في المغرب:

المخزن الحقيقي في المغرب

  1. الملك: الملك محمد السادس هو رأس الدولة ويتمتع بسلطات واسعة تشمل مجالات السياسة والأمن والدين. الملك هو السلطة العليا في البلاد ويمتلك صلاحيات واسعة بموجب الدستور المغربي. بالإضافة إلى دوره الدستوري، فإن له نفوذاً كبيراً في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
  2. القصر الملكي: القصر الملكي يشمل المستشارين الملكيين وكبار الموظفين الذين يساعدون الملك في اتخاذ القرارات الهامة. هؤلاء المستشارون غالباً ما يكون لهم تأثير كبير على السياسات الوطنية.
  3. القوات المسلحة الملكية والأجهزة الأمنية: القوات المسلحة الملكية وأجهزة الأمن المختلفة مثل مديرية مراقبة التراب الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني لها دور كبير في حماية النظام وضمان استقراره. يظل ولاؤها المباشر للملك، مما يجعلها جزءاً من المخزن.
  4. رجال الأعمال والنخب الاقتصادية: النخبة الاقتصادية تتضمن مجموعة من رجال الأعمال والشركات الكبرى الذين يرتبطون بشكل أو بآخر بالنظام السياسي. هؤلاء الأفراد غالباً ما تكون لهم علاقات قوية مع البلاط الملكي ويمكنهم التأثير في السياسات الاقتصادية.
  5. السلطات المحلية والولاءات: الولاة والعمال في الأقاليم والجهات يلعبون دوراً كبيراً في تنفيذ سياسات المخزن على المستوى المحلي. يتم تعيينهم حسب تدخلات المقربين من المستشارين وغيرهم ولهم سلطة كبيرة على الشؤون المحلية، حيث منهم من يتدخل في الانتخابات بطرق شتى.
  6. الأحزاب السياسية الموالية: بعض الأحزاب السياسية تعمل بشكل وثيق مع النظام الملكي وتدعم سياساته. هذه الأحزاب تلعب دوراً في تعزيز الاستقرار السياسي وتعمل كوسيط بين النظام والمجتمع.

الحكومة الرسمية

الحكومة المغربية الرسمية يتم تشكيلها من الأحزاب الفائزة في الانتخابات البرلمانية وتدير الشؤون اليومية للدولة بموجب الدستور. ومع ذلك، تبقى صلاحياتها جد محدودة في بعض المجالات الحساسة التي يحتفظ بها الملك وأجهزة المخزن.

التفاعل بين المخزن والحكومة

التفاعل بين المخزن والحكومة الرسمية يتميز بالتوازن بين السلطة الرسمية للملك والنفوذ السياسي للحكومة المنتخبة. رغم أن الحكومة المنتخبة تدير الشؤون اليومية وتضع السياسات، إلا أن القرارات الرئيسية والاستراتيجية غالباً ما تتطلب موافقة الملك أو يتم توجيهها من قبل المخزن.

الختام

“المخزن” في المغرب ليس كياناً واحداً بل هو مجموعة من المؤسسات والأفراد الذين يشاركون في صنع القرار وتوجيه السياسة الوطنية. الملك ومحيطه القريب، الأجهزة الأمنية، والنخب الاقتصادية يمثلون العمود الفقري لهذا النظام. بينما تظل الحكومة المنتخبة مسؤولة عن الإدارة اليومية وتنفيذ ما يملى عليها. لذلك، فإن النفوذ الحقيقي والسيطرة العليا تظل في يد المخزن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى