لو سمحتم

ليس عيبا أن تكون فقيرا، فقد اقتضت مشيئة الله أن يكون لكل واحد قسمة ونصيب عملا بقوله عز وجل “وفضلنا بعضكم على بعض في الرزق“.

لكن الفقر الذي يعد عيبا هو ذاك الذي يصيب عقول عباد الله وقلوبهم ومداركهم بشكل يجعلهم متخلفين وغير قادرين على الاندماج في حياة إنسانية واجتماعية تحترم حقوق وأذواق الآخرين.

مناسبة حديثنا ما تعرفه غالبية الأحياء الشعبية، إن لم نقل جلها من مظاهر اجتماعية غير لائقة ولا تولي للآخرين اعتبارا. 

فهل من المعقول أن يسمح الآباء لأبنائهم بإقلاق راحة الجيران والمارة بلعبهم وشيطنتهم التي لا تنتهي إلا مع الساعات الأخيرة لليل، وما يترتب عن ذلك من ضجيج وضوضاء تحرم الجيران من هدوئهم.

وهل من المعقول أن يعمد بعض البالغين إلى الاحتفال بالمناسبات على طريقتهم الخاصة، وذلك بالسهر حتى منتصف الليل، وغالبا ما يكون هذا الاحتفال على رنين الأقداح والأهازيج الموسيقية المزعجة وإطلاق اللسان للكلام  البذيء الذي يجرح شعور الجيران ويفسد الجو الحميمي للجلسات العائلية المحترمة.

ولا مجال هنا للحديث عن ضرورة احترام حرمة الجوار، فقد تعلمنا أن الجار قبل الدار والرفيق قبل الطريق..

لكن العقليات الفقيرة تتجاهل كل ذلك، بل يظن أصحابها أنهم وحدهم الموجودون على الأرض، فلا يقيمون وزنا للأخلاق والأعراف أو لأي شيء، بل ومنهم من يزرع هذا النوع من الفقر الاجتماعي في أدمغة أطفالهم وبناتهم، مما يدفع هؤلاء إلى الانحراف المبكر.

اللهم لطفك.  

مواطن من طينة أخرى