فن وثقافة

الزليج تراث من صنع مغربي مائة في المائة

تعد صناعة الزليج من أكثر الأشكال الفنية تعبيرا وتجسيدا لأصالة المعمار المغربي ومهارة وحرفية وإبداع الصانع التقليدي المغربي. وقد ارتبط هذا التراث المغربي بتاريخ المملكة، بحكم أن مختلف المعالم التاريخية بالمغرب مزخرفة ومزينة  بالزليج التقليدي.

وبالعودة إلى التاريخ، فإن ظهور فن الزليج حسب بعض المؤرخين البارعين في النبش حول تاريخ التراث المغربي، يعود إلى سنة 789 ميلادية (172 هجرية)، حيث عرف قفزة نوعية إبان حكم بني نصر وبني مرين خلال القرن الحادي عشر.

تظل مدينة فاس على رأس قائمة المدن المغربية في مجال الزليج، حيث تعد موطنا رئيسيا لممارسة نفس الحرفة، مما تقرأه العين في المآثر التاريخية المتواجدة بالعاصمة العلمية للمملكة، المصنفة كتراث إنساني منذ سنة 1981، وتوفرها على خزان وطني للطين الرمادي يتجاوز 85 ألف مليون طن، في حين أن الطلب الوطني لا يتجاوز 60 ألف طن في السنة.

وتضم مدينة فاس أكبر بنية تحتية لإنتاج الزليج بناحية المدينة، وهي تمتد على مساحة تقدر بنحو 27 هكتار، وتتوفر على أزيد من 250 وحدة إنتاجية تقليدية.

إن الزليج المغربي ظل ومازال يتميز بخصائص فنية أكسبته شهرة كبيرة في الخليج وأوروبا وأمريكا، حيث سبق أن ظل المغرب يصدر الزليج إلى الخارج، مع الاستعانة بالحرفيين المغاربة، سيما بدول الخليج.

نقول هذا ونعود إلى الخلاف الذي تفجر قبل سنتين حين صممت شركة “اديداس” صدور أقمصة المنتخب الجزائري بالزليج المغربي، مما أثارت حفيظة المغاربة، وخاصة مغاربة الخارج، حيث عبروا عن احتجاجهم ضد التطاول على التراث المغربي. لكن شركة “أديداس” التي هددها المغرب بالمتابعة القانونية باعتبار أن هذا الفن المعماري ملكية فكرية خالصة للمغاربة، سرعان ما عبرت عن أسفها بشكل رسمي بتاريخ 14 أكتوبر من سنة 2022.

في السياق ذاته، علمنا أن وزيرة الثقافة الجزائرية صرحت خلال هذه السنة أن بلادها تعتزم تسجيل الزليج والملحون كتراثين في قائمة منظمة اليونسكو، متجاهلة المساطر المتعارف عليها، سيما وأن الأمرين مسجلين بنفس المنظمة باسم المغرب. وهو حلم سيتبخر كفقاعات الصابون في الهواء…

يعد الزليج ولازال رمزا للأصالة المغربية العريقة والتراث والتاريخ، وتعد صناعته تعبيرا فنيا لأصالة المعمار المغربي ومهارة وحرفية وإبداع الصانع التقليدي المغربي.

وتتطلب صناعة الزليج، دقة كبيرة ومهارة متناهية، حيث يتطلب إنجازها عدة مراحل بدءا بتَهْيِئ المادة الأولية مرورا بنقشها ووضع الخطوط وجمع القطع بهدف الوصول إلى تحفة فنية رائعة، في تزيين المباني والقصور والمعالم التاريخية، وحتى البيوت المغربية التي لا يخلو منها. ويتميز بخصائص معمارية مغربية مائة في المائة.

وحتى نذكر من يحتاج إلى تذكير، فإن الجزائريين حين قرروا ترميم مسجد المشور، فقد استعانوا بالمغرب. نفس الأمر يتعلق بقصر الحمراء خلال الثمانينات والتسعينات. فالتاريخ أكبر شاهد.

إذا كان الفسيفساء الرومانية، وهي بالمناسبة حجارة صغيرة تزين بقطع الزجاج والخزف الملونيين، تصنع من أجل تشكيل صور للإنسان والحيوان والأشجار وغير ذلك، فإن الزليج المغربي يوظف بهدف التجميل والزخرفة، حيث يحتوي على أجزاء يتركب منها الزليج المغربي، وهي أشكال هندسية متعددة ومتشابكة تفوق 400 شكل بالمغرب.

جدير بالذكر أن صناعة الزليج تعتمد على آليات وأدوات بسيطة، لكنها تمارس على أيدي حرفيين مبدعين، ومنهم من ورث “الصنعة” عن أب وجد من أجل الحفاظ على هذا التراث المغربي.

ونؤكد أيضا أن أصالة وإبداع  يد الصانع التقليدي المغربي، قد بوأت قطاع الزليج المغربي مكانة متميزة داخل وخارج أرض الوطن، حيث يحظى هذا الفن المغربي بإعجاب وطلب متزايد في مختلف الأسواق الدولية.

 

 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. شكرا من القلب شكرا لأننا أخيرا وجدنا صحافة مهتمة ولها غيرة علي الترات والموروت شكرا والله قلبنا يحترق كلما رأينا السرقات المتكررة دون ىدع أو حتي صحافة مرءية قوية لا تهاب الاعلان والبوح والتعبير عن مايحسه الشعب وبدالك تساهم في توعية الشعب المغربي عن العدو الجزائري وطمعه في امتلاك كل ما هو مغربي وتحسيسه بالوطنية وحب المغرب الجي فاب في ضل ما نراه الان شكرا جزيلا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى