فن وثقافة

عودة موجزة إلى الكسكس المغربي: لا للمزايدات الصبيانية الرخيصة

تعرض ومازال يتعرض الكسكس المغربي لمحاولات يائسة للنهب والكذب على التاريخ في وضح النهار بسبب الصراعات الصبيانية الرخيصة. ونذكر من يحتاج إلى تذكير أن المغرب هو البلد الوحيد الذي بقي خارج الحكم العثماني.

بالعودة إلى كتب التاريخ في مجال الطبخ، نذكر على سبيل الاسئناس، كتاب “فضالة الخوان في طيبات الطعام والألوان” لكاتبه الفقيه المغربي ابن رزين التجيبي، الذي يعود إلى سنة 692 هجرية الموافق لسنة 1292  ميلادية، حيث يسرد عبر التاريخ الأكلات المغربية الخالصة، التي رتبها، حسب العديد من أنواع التراث الغذائي المغربي، نذكر منها  أكلات: “كسكسو، العصيدة، القلية، المركاس، الخبيزات، البرانية، الصنهاجية …”.، حيث تحدث عن ذلك في الفصل الخامس من الكتاب والذي عنونه ب: “مما يسقى سقي الثرايد أو يطبخ طبخ الأحساء”. وقد أورد إبن رزين كيفية إعداده تحت عنوان: عمل الكسكسو، وقال في ذلك : “يؤخذ السميد الرطب فيوضع في المعجنة ويرش بماء قد حل فيه قليل ملح ويحرك بأطراف الأصابع حتى يجتمع بعضه ببعض، ثم يحك بين الكفين برفق حتى يصير مثل رؤوس النمل، ثم ينفض بغربال خفيف حتى يذهب عنه ما بقي من الدقيق ويترك مروحا مغط…”

ونذكر هنا بتسمية صنف من الكسكس الذي أطلق عليه باللهجة المغربية “سبع خضر” بالنظر لتميز هذه الوجبة بأنواع مختلفة من الخضروات يصل عددها إلى سبع خضر مع اللحم أو الدجاج.

بل إن كثيرًا من السياح الوافدين إلى المغرب يبحثون أول ما يبحثون عن مطعم يقدم أكلة الكُسْكُس المغربي، خاصة الفرنسيين، الذين يعدون الكُسْكُس  المغربي أكلة مفضلة لديهم

نعود ونذكر أنه خلال عهد المرابطين، كان المغرب يصدر الكسكس إلى عدة بلدان في شمال البحر الأبيض المتوسط…

ويؤكد كتاب التشوف (الصوفية، الطبعة) لأبي يعقوب تاديلي الملقب بابن الزيات، 1220-1221، أن بعض الأحداث المرتبطة بالأطلس المغربي، قد أشارت في عز حكم المرابطين، أن «الطعام» قد مثَّل فعلًا طعامًا بين متسلقي الجبال.

ويستشهد محمد حبيدة، مؤلف كتاب “المغرب النباتي في القرنين الخامس عشر والثامن عشر: التاريخ والبيولوجيا” 2008 بنصوص ترجع إلى القرون السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر، التي “تشهد على وجود الكُسْكُ المغربي في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وإنجلترا”.

لقد  بات الكسكس  المغربي علامة إجتماعية لصيقة بالمغاربة في أعين كل العالم، وهي حقيقة لا يمكن حجبها بالغربال، أحب من أحب وكره من كره، حيث وبمجرد ذكر طبق الكسكس يأتي إلى ذهن السامع المغرب والمغاربة.

ويعود ذلك إلى أن المغاربة برعوا وأبدعوا في مختلف طرق ومكونات إعداده ، وعرفوا العالم على مختلف طرف إعداد الكسكس المغربي، التي يشهد عليها التاريخ غير القابل للتحريف أو التزوير، كما أن حضور الكسكس في المائدة المغربية يؤكد رمزية  الكرم المغربي، وأيقونة من الأيقونات الكثيرة للطبخ المغربي

إذن، وعلى ضوء المراجع التاريخية التي ذكرناها، نؤكد مرة أخرى بما لا يسمح المجال للسرقة والقرصنة، أن الكسكس مغربي من صنع مغربي بقوة شهادة التاريخ..

فلا للمزايدات الصبيانية الرخيصة

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. شكرا على هذا النص. المؤسف هو ان المسؤولين على حماية تراثنا يجهلون كل شيء عن هذا التراث، كيف لنا ان نعول عليهم في الدفاع عن تراثنا العريق الذي يتعرض لنهب غير مسبوق في تاريخ البشرية؟؟؟
    لهذا ادعو احرار المغرب و هذا الموقع الإخباري الوطني الحر، المطالبة بإعادة النظر في الملف المشترك الخاص بالكسكس، الذي وافق عليه وزيرنا المغفل و الوزارة الجاهلة.
    لماذا لم يقدموا ملفا قويا يكذب ادعاءات الكراغلة و أحفاد فرنسا الغير الشرعيين عديمي التاريخ و الهوية و التراث و الاصول الكذابين اللصوص، و هناك كم كبير من الوثائق تحدثت عن الطبخ المغربي عبر القرون. خصوصا و ان السيد الهواري رحمه الله، كان قد نشر مقال رافقه بالدلائل التاريخية عن الكسكسو المغربي في الوقت الذي كان الحديث عن تسجيله كتراث مشترك؟؟؟
    هناك خونة مندسين في ملف حماية تراثنا يجب فضحهم و محاربتهم بكل قوة.
    شكرا مرة أخرى.

  2. #الجزائر_تسرق_الكسكس_المغربي
    صراحة هدشي كيمرض النفس . ولات الحاجة ديالنا ومن أيام جدودنا القدامى تواراثناها ومتعايشه معانا . ولاو الغرباء باغين يسرقوها . واش مصر عندهم شي كسكسو . ولاو سميده يحطو عليها ما طايب يقولك كسكسي . واش غا جي وطيل كسكسو لي يلا ماطابش بخضاريه وفار في الكسكاس وتحط في قصريتو بتسمى كسكسو . الدولة فرطات . وقالك لي فرط يكرط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى