مجتمع

هل نحن شعب بكاي؟

أصبح من المألوف لدى المغاربة حين يسأل بعضهم البعض عن الحال والأحوال، بالرد أن الأمور تسير إلى الوراء وأن الأزمة تكاد تخنق الأنفاس، علما أن الأزمة الحقيقية تتعلق أصلا بالتربية.

نعرف أن الرجل يزن المال والذهب ويشتكي من الأزمة، ونعرف أن الآخر يملك مال قارون ويشتكي من نفس الأزمة والكل يبكي كما يبكي التمساح.

هذا التشكي يستخدم –بضم الياء- من أجل تفادي الاستجابة لطلب محتمل حول سلف أو ما شابه ذلك.

أصبح الجميع يخاف من الجميع، وأصبح شبه الجميع ينافق شبه الجميع.

ومن أجل تجسيد هذا النفاق وهذا المكر الذي أصبح يعشش بدواخلنا، نكتفي في هذه الورقة، بطرح علامة من علامات النصب التي ظل أصحاب الطاكسيات الكبيرة وعشاق الإتكالية في البلد الذي يسير أبطاله عن طريق الخداع والإتكالية.

نقول، حين ظلت أثمنة البنزين قبل سنوات، وفي غياب سياسة الردع، اتفق أصحاب الطاكسيات الكبيرة الرفع من ثمن البلاصة، دون سابق إعلان حيث يدخل الأمر في صالحهم بشكل حسابي بسيط، لا داعي للنبش فيه.

وحين ينخفض سعر البنزين، يلتجأ أصحابنا للظل والتزام الصمت، غير مبالين بهؤلاء المواطنين الذين يستنجدون بخدماتهم مقابل ميزانية تدفع لهم يوميا من بداية الشهر إلى آخر يوم منه.

بعيدا عن هذا النوع من البكاء وقريبا من بكاء آخر وعلى ذكر البنزين، فقد سبق قبل سنتين أن صرح أخنوش، وهو مول المازوط قائلا: “دعم المازوط  يثقب الميزانية”؛ فقد عرف سعر البنزين في عهد الحكومة التي يترأسها الرجل ارتفاعا مهولا جدا مقارنة مع كل الدول.

ولأن كل وسائل النقل تمشي بالمازوط، فقد انعكس ومازال ينعكس الأمر سلبا على أثمنة كل المواد الغذائية والاستهلاكية التي تنخر القدرة الشرائية لهذا المواطن المغلوب على أمره.

فارحموا هذا الشعب المهدد بالضياع.

محمد الفضالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى