مجتمع

حين تتحول الإدارة إلى محلبة: عندما يصبح الفساد تجارة

دابا ماروك

في ظل واقع إداري يزداد تعقيداً، أصبح الفساد وكأنما هو تجارة بحد ذاته. نحن هنا لا نتحدث عن صغار التجار الذين يعملون بجد واجتهاد في أجواء من الشفافية والنزاهة، بل عن تجار مرتشين تحت طائلة الإدارة، مستغلين مراكزهم لنهب الأموال بطريقة خرقاء وكأنهم يعتقدون أن الدنيا على وشك الانتهاء، ولذا يجب عليهم ملء أرصدتهم بما استطاعوا من أموال.

هؤلاء التجار قد جندوا السماسرة بكل وقاحة، يعرضون خدماتهم في وضح النهار لجذب زبائن مستعدين لدفع مبالغ طائلة، دون أدنى شعور بالحياء أو الندم. وهذا يعكس واقعاً مريراً، حيث يبدو وكأننا نعيش في عهد من الفوضى والعبث، وفي سباق محموم نحو تعزيز الثروات غير المشروعة.

إدارة المحلبة: تواطؤ وقلة حياء

المشكلة تتفاقم حينما نرى أن هناك تقصيراً متعمداً من بعض المسؤولين في التعامل مع هذه التصرفات غير القانونية. يبدو أن هناك من يغمض عينيه عن الفساد المستشري، أما بسبب الرضا المؤدى عنه أو الخوف أو ربما لأسباب أخرى مجهولة. هذه العقلية تؤدي إلى حماية أولئك المرتشين، مما يخلق بيئة خصبة للاستمرار في هذا النوع من الفساد.

في مدينة المحمدية، يبدو أن هناك أحد التجار الذي يقوم بكل الطرق الممكنة لقطع يد كل من يكشف عن هذا الفساد. وعليه، فإننا نوجه ندائنا إلى كبار المسؤولين الذين يمتلكون القدرة على تمييز الصالح من الطالح، ونحثهم على اتخاذ إجراءات حاسمة وفعالة للتصدي لهذه الظاهرة المشينة.

تبرؤ من الفساد والتأكيد على النزاهة

نود أيضا أن نؤكد بكل وضوح وصراحة أننا نتبرأ من أي تصرفات غير قانونية أو فساد يرتكبها الشخص المعني في هذه القضية. نحن نضع نصب أعيننا مبادئ النزاهة والشفافية، ونتبرأ من هذا الشخص بشكل قاطع. إذا كان هناك أي سوء فهم أو لبس حول موقفنا، فنحن نؤكد التزامنا بالقيم الأخلاقية والشفافية في جميع تعاملاتنا.

اللهم قد بلغنا، فاشهد.

ختام

تخيلوا، إدارة المحلبة الآن ليست مجرد مكان لتقديم الألبان، بل أصبحت سوقاً حرة للفساد! يمكننا القول إننا نعيش في عصر جديد من التجارة، حيث لا يُعفى أحد من دفع “عمولة” الحصول على الخدمة، وربما في المستقبل القريب ستصبح هناك قائمة أسعار لكل خدمة، حسب حجم الرشوة المطلوبة! وربما يتم إطلاق عروض خاصة أيضاً: ‘اشتري خدمات حكومية الآن، واحصل على واحدة مجاناً‘!

في النهاية، يجب أن نتذكر أن الفساد لا ينمو إلا في بيئة مشجعة له. لذا، يجب علينا أن نعمل جميعاً على محاربة هذه الظاهرة، ولنجعل من الإدارة مكاناً للشفافية والنزاهة بدلاً من أن يكون محلبة للفساد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى