مجتمع

هل أعضاء المجالس الجماعية بالمغرب في مستوى التطلعات؟

معلوم لدى الجميع أن مهمة تمثيل السكان في أي بلد ومدينة تعد مهمة تطوعية تقوم على أساس الحس الوطني أولا  وعلى أساس التسلح بقدر كبير من التجرد  ونكران الذات ومعانقة قضايا وتطلعات السكان وطرح همومهم بكل الصدق اللازم والبعد عن كل الشبهات ومظاهر الرياء.

مناسبة حديثنا تتعلق طبعا بممثلي سكان مدننا وقرانا داخل الجماعات الترابية، والذين من المفروض أن يضعوا نصب أعينهم مصلحة السكان ويدافعون عنها بكل أمانة وجدية.

ولنا أن نتساءل: هل أعضاء المجالس الجماعية بالمغرب في مستوى التطلعات؟

قبل  الجواب على هذا السؤال تجدر الإشارة إلى أن كل المواطنين من سكان هذا البلد السعيد، سواء كانوا في طنجة أو في الكويرة يتطلعون إلى خدمات تراعي احتياجاتهم في مجالات الصحة والنظافة والرونق والأمن والأمان والشغل والخدمات الضرورية التي يحتاج إليها بشكل عام.

لكن وآه من لكن.. تبا لهذه الشياطين التي تعشش في أجساد وعقول غالبية ممثلي سكان مدننا وقرانا الذين أصبح لا شغل لهم سوى قتل الوقت في المقاهي المجاورة لبنايات الجماعات من أجل “التبركيك” والحديث عن الصفقات التي تسيل اللعاب، وإطلاق العنان للكلام الساقط والتلذذ بممارسة الغيبة والنميمة والتطرق لأمور لم تعد تنطلي على عباد الله، لأن الواقع يفضح مستوى هذه الطينة ممن لا يمثلون إلا مصالحهم الرخيصة.

ليس سبقا أن نقول إن غالبية رؤساء الجماعات الترابية بالمغرب يتنافسون في إبرام الصفقات والتخلويض والكذب وما شئتم، ولنا في المحاكمات الأخيرة، خير دليل على نواياهم.

هذا فيما يتعلق بالرؤساء، أما المستشارين الجماعيين، فغالبيتهم يركضون “باش يديروا علاش يرجعوا”. ونسوق كمثال على ذلك، أنه تم إلقاء القبض خلال الآونة الأخيرة على مستشار جماعي يمثل السكان بجماعة بني يخلف التابعة لعمالة المحمدية، بتهمة الابتزاز بعد أن نصب له كمين قانوني، حيث وقع في حالة تلبس وهو يتسلم من مواطن مبلغ 200 درهم ونصف دجاجة!

رئيس الجماعة التي ينتمي إليها الرجل المتورط، ظل “حدو قدو ” قبل أن يصبح رئيسا لجماعة تغري بالزحف الإسمنتي…

نعود ونقول طبعا أنه ليس من حقنا أن نعمم، لكن واقع الحال يترجم هذه الوضعية النرجسية ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن غالبية ممثلي السكان في بلدنا يتشابهون، حيث لا أخلاق ولاهم يفرحون..

ويبقى أن المغرب في حاجة فعلا إلى رجال وممثلين يقدرون مسؤولياتهم ويحترمون أنفسهم والمواطنين دون لف أو دوران.. في حاجة إلى أشخاص ملتزمين سياسيا ويتقدون غيرة على محيطهم.

محمد الفضالي

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى