مجتمع

“تيك توك لايت”، خدمة جديدة وصفها البعض بالإنحراف المثير للشكوك

يبعث تطبيق “تيك توك لايت” الجديد قلق الاتحاد الأوروبي ومعه فرنسا، لتخوفهما من أن يكون الأمر محفزاً لسلوك إدماني في صفوف المراهقين، سيما وأن هذا التطبيق الجديد يغري المستعملين الذين يقضون عدداً معيناً من الدقائق يومياً في مشاهدة مقاطع الفيديو بقطع نقدية افتراضية يمكنهم إستبددالها ببطاقة لشراء الهدايا.

واستنادا لتقرير نشرته “أ ف ب” طلبت المفوضية الأوروبية، مؤخرا من “تيك توك” أن تقدم لها توضيحات حول المخاطر المرتبطة بنشر تطبيقها الجديد في فرنسا وإسبانيا.

أُطلق تطبيق “تيك توك لايت”، الذي تعود ملكيته لشركة “بايت دانس” الصينية، وهو يعوض المستخدمين بقطع نقدية افتراضية إن سجلوا الدخول يومياً لمدة عشرة أيام، وإذا أمضوا وقتاً في مشاهدة مقاطع الفيديو (بحد أقصى 60 إلى 85 دقيقة يومياً)، وأيضاً إذا ما تفاعلوا مع مقاطع الفيديو، ومتابعة صانعي المحتوى.

ويمكن بعد ذلك تغيير هذه القطع النقدية الافتراضية ببطاقات هدايا على المواقع الشريكة، مثل «أمازون».

وركزت الشبكة الاجتماعية في عدة مناسبات بأن الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً أو أكثر هم وحدهم الذين يمكنهم جمع النقود الافتراضية، وأنها تطبق إجراءات للتأكد من عمر المستخدمين.

وقالت “تيك توك” للوكالة «إن إجراءات التثبت تشمل التقاط صورة شخصية مع بطاقة الهوية، أو التقاط مقاطع شخصية بالفيديو، أو تفويضاً على البطاقة المصرفية، وهي ضرورية لتحويل العملات الافتراضية إلى قسائم شراء.

ومن جهتها، أفادت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الرقمية مارينا فيراري ، إن طلب المفوضية الأوروبية للحصول على معلومات “يسير في الاتجاه الصحيح”. وكانت قد أعربت عن “تخوفها” إثر إطلاق “تيك توك لايت”.

وتدرس الوزارة “باهتمام كبير آليات واجهة الاستخدام» للتطبيق التي توصف بأنها «انحراف مثير للشكوك»، في وقت بدأت فيه فرنسا “التفكير في وقت الشاشة”، أي الوقت الذين يقضيه المستخدمون، خصوصاً من الفئات الشابة، أمام الشاشة، وفق نفس الوزيرة.

هذان وقد نجح “تيك توك”، المتخصص في مقاطع فيديو راقصة، أو موسيقية، في استقطاب أكثر من 1.5 مليار مستخدم في جميع أنحاء العالم، لكنه يظل متهما منذ سنوات في الولايات المتحدة وأوروبا بتشتيت انتباه الشباب عبر التركيز على محتويات تُوصف بأنها سطحية.

وأخبرت «تيك توك» أنها على اتصال مباشر مع المفوضية الأوروبية بشأن «تيك توك لايت» وتعتزم تقديم رد. وهي موضع تحقيق أطلقته المفوضية في فبراير، بمبرر إخفاقات مفترضة في حماية القاصرين بموجب قانون الخدمات الرقمية.

وتحوم حول الأمر شكوك حيال توقيت هذا الإطلاق، الذي يبدو بمثابة “استفزاز” وفق ماريا الوزيرة المذكورة.

وتهدف “تيك توك” بشكل كبير إلى جذب مستخدمين جدد ومحاربة الركود في نمو المستخدمين في أوروبا، حسب موقع “ذي إنفورميشن” الأميركي، الذي تمكن من الوصول إلى وثيقة داخلية للشركة.

وفي أوروبا، لا يتوفر التطبيق إلا على 13 % من أجهزة “أندرويد”، مقارنة بـ37 في % لـ”إنستغرام” و59 % لـ”فيسبوك”، حسب نفس المصدر.

وتشير إلى أن “(تيك توك لايت) ستعمل على زيادة هذا التفاعل بشكل مصطنع تقريباً”، في إشارة أن الشبكة الاجتماعية تؤدي بالفعل أداءً جيداً في هذا المجال.

لكن نسبة التفاعل تسير نحو الانخفاض على شبكات التواصل الاجتماعي، بحسب الخبيرة التي تلفت إلى أن هذا التفاعل يبدأ قوياً جداً، ثم ينته بالركود.

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى