
عندما يغني الرأس والرجلان وتتواصل العبقرية: تأملات ساخرة في الأغنية الشعبية المغربية
دابا ماروك
هل تعلم، عزيزي القارئ، أن الأغنية الشعبية المغربية ليست مجرد أهازيج وألحان، بل هي منظومة فيزيائية متكاملة، حيث تتحرك الأعضاء البشرية بحرية تامة لخدمة الإبداع الفني؟ نعم، لا تتفاجأ، فالمغني الشعبي عندنا لا يكتفي بالصوت فقط، بل يوظف الرأس، الأرجل، وربما مستقبلاً سنشهد مغنين يستخدمون الأذنين أو الركبتين لأغراض إبداعية بحتة!
ولد العونات: عندما يغني الرأس قبل الصوت
لنبدأ بأسطورة الغناء الشعبي، عبد العزيز الستاتي، الرجل الذي قرر ذات يوم أن الغناء ليس حكراً على الحنجرة وحدها، فقام بإدخال الرأس في اللعبة! نعم، هذا الفنان العظيم فهم منذ البداية أن الجمهور المغربي لا يريد فقط سماع الصوت، بل يريد رؤية إيقاع محسوس، فابتكر مدرسة “التفاعل القحفي”، حيث يصبح الرأس هو المايسترو الذي يحدد الإيقاع، بينما تكتفي الحنجرة بمتابعته في هدوء. ومن يدري؟ ربما في المستقبل سنرى ورشات تدريبية لتعليم تقنيات الغناء بالرأس، بدلًا من مدارس تعلم المقامات الموسيقية!
مغيث: الرجل الذي غنى برجليه!
أما الفنان مغيث، فقد قرر أن المصارف والبنوك لا تستحق عبقريته، فترك الحسابات والأرقام ليبدأ مشروعًا أكثر ربحًا: الغناء برجليه! وهنا لا بد أن نشيد بهذه القفزة النوعية في تاريخ الموسيقى المغربية، حيث انتقل الغناء من الحنجرة إلى الرأس، ثم وصل إلى الأرجل في حركة تطورية مذهلة. وإذا استمر الأمر على هذا النحو، فلا نستبعد أن نسمع قريبًا عن مغنٍ جديد يتخذ من المرفق أو الحاجب أداة موسيقية رئيسية!
زينة الداودية: العالمة في التواصل العاطفي الجماهيري
أما عن زينة الداودية، فهي ليست مجرد فنانة، بل عالمة نفسية متخصصة في “التواصل العاطفي الجماهيري”، حيث تمتلك قدرة خارقة على استشعار احتياجات الجمهور من الكلمات قبل أن يدركوها بأنفسهم! فمثلاً، عندما لاحظت أن المجتمع في حاجة إلى مصطلحات تعكس الحالة العاطفية المعقدة، ابتكرت لنا مصطلحات خالدة مثل “قولو ليها تنساني”.
أولاد البوعزاوي: حيث يلتقي الفن بالفن
أما فرقة أولاد البوعزاوي، فهي ظاهرة غريبة تستحق التأمل، حيث يجتمع في عروضهم كل شيء: العيطة، الموسيقى، التهليل، وربما حتى القليل من الهندسة الصوتية غير المقصودة! إنهم يقدمون نموذجًا نادرًا للفن الذي يدمج التراث بالحاضر، بحيث يمكن أن تبدأ أغنيتهم بطابع تقليدي أصيل، ثم فجأة تتحول إلى شيء لا يمكن تفسيره سوى بأنه “إيقاع البوعزاوي الماورائي”!
الخاتمة: أين تتجه الأغنية الشعبية؟
مع هذا التطور المثير، لا يسعنا إلا أن نتساءل: ما الخطوة القادمة؟ هل سنرى فناني المستقبل يغنون بحواجبهم؟ هل سنشهد مدرسة جديدة للغناء بالأذن؟ لا نعلم، لكن ما نعلمه يقينًا هو أن الأغنية الشعبية المغربية ستظل دائمًا في طليعة الابتكار، ما دامت قادرة على تشغيل أكبر عدد ممكن من أعضاء الجسم في الأداء الفني!