
سيمو القصر الكبير وأمواج التأجيل: حين تصبح العدالة سباحة حرة!
دابا ماروك
إذا كنت من عشاق المسلسلات المكسيكية ذات الحلقات التي لا تنتهي، فهاك مسلسلًا مغربيًا بنكهة قانونية: محاكمة محمد السيمو، رئيس جماعة القصر الكبير وبرلماني حزب التجمع الوطني للأحرار. المسلسل الذي تجاوز موسمه الأول والثاني وما زال قيد الإنتاج، دون أن نعرف متى سيحين موعد الحلقة الأخيرة!
تأجيل.. تأجيل.. ثم تأجيل!
آخر مستجدات هذه الدراما القضائية تفيد بأن الجلسة التي كانت مرتقبة اليوم تأجلت مجددًا إلى 10 مارس المقبل، والسبب؟ غياب أحد المقاولين المتابعين في القضية، الذي قام محاميه مشكورًا بتقديم شهادة طبية تثبت عجزه التام عن الحضور! شهادة طبية، يا سادة! وكأن العدالة المغربية تحولت إلى مصلحة طبية تبرر الغيابات بدلًا من إصدار الأحكام!
لمَ العجلة؟ فالعمر طويل والمحاكمة أطول!
القضايا والتهم: كوميديا سوداء
في هذا المسلسل، لا يوجد سيناريو مملّ. التهم الموجهة إلى السيمو ليست سوى “اختلاس وتبديد أموال عامة، والمشاركة في تلقي فائدة في عقد بمؤسسة عامة”. بسيطة، أليس كذلك؟ جرائم معتادة لدرجة أنها باتت أقرب إلى فقرة إعلانية بين نشرات الأخبار!
ومن اللطيف أن هناك آخرين يتابعون معه بتهمة “المشاركة في الاختلاس وتبديد أموال عمومية”. الجماعة كالعائلة، والمصلحة العامة مشروع مشترك، و”الحساب غادي يتفاهم” بين الأصدقاء!
جلسات المحاكمة: سباق تسليم المذكرات الطبية
يبدو أن المحكمة قد أصبحت أشبه بمستشفى ميداني، كلما اقترب موعد الجلسة، طفت على السطح موجة من الوعكات الصحية، والآلام الغامضة، والاضطرابات النفسية! المقاول الغائب هذه المرة قد يكون مريضًا حقًا، لكن هل نستبعد أن يصبح المرض “تكتيكًا” لتأجيل المحاكمة إلى أجل غير مسمى؟
ربما يجب على السادة القضاة إلحاق طبيب اختصاصي مع هيئة المحكمة، حتى يقوم بفحص المتهمين فورًا، فإن كان المريض مريضًا بحق، فليتحلَّ بالصبر وليتابع الجلسة من سريره، أما إن كان في “كامل قواه التأجيلية”، فليتفضل مشكورًا للجلوس في قفص الاتهام!
10 مارس وما بعده: هل ننتظر موسماً جديدًا؟
السؤال الذي يطرحه الجميع الآن: هل سيكون 10 مارس موعدًا لجلسة حقيقية، أم أننا سنُفاجَأ بحلقة جديدة من مسلسل التأجيلات؟
هل سيظهر “مقاول جديد” بشهادة طبية موقعة من أعتى أطباء الوطن؟ هل سيكتشف الدفاع وجود ثغرات قانونية بحجم “القصر الكبير” ذاته؟ أم أننا سننتظر حتى يأتي يومٌ يصبح فيه التقادم سيد الموقف، ويمضي كل واحد في طريقه كما لو أن شيئًا لم يكن؟
خاتمة: العدالة في “قفص الانتظار”!
في انتظار الجلسة المقبلة، يبقى السؤال الأهم: هل سيكون القضاء هذه المرة أسرع من موجات التأجيل التي تجرف كل شيء؟ أم أن “صانع الأمواج” سيمضي في رحلته على متن قارب مليء بالشهادات الطبية، بعيدًا عن أمواج العدالة الحقيقية؟
إلى اللقاء في الحلقة القادمة!