
متقاعدون تحت المطر: وقفة احتجاجية.. أم مهرجان للوعود المؤجلة؟
دابا ماروك
في مشهد يليق بفيلم درامي، لكنه للأسف واقع معاش، تجمّع متقاعدون ومتقاعدات أمام مقر البرلمان، اليوم الأحد، ليجددوا مطلبًا يبدو أنه دخل موسوعة “المطالب الأكثر تكرارًا دون استجابة”: زيادة المعاشات بما يتلاءم وغلاء المعيشة، وتحسين الخدمات الاجتماعية والصحية والإدماجية.
لا المطر ولا الرياح الباردة ثنت عزيمة هؤلاء “المحاربين القدامى” عن التظاهر، حاملين لافتات تشدد على أن الحكومات المتعاقبة تفوقت في فن التسويف والتملص من الوعود، وعلى رأسها اتفاق 26 أبريل 2011، الذي أصبح مجرد ذكرى جميلة في خطب المسؤولين.
الحكومة، وكعادتها، ألقت لهم فتاتًا في قانون المالية 2025 عبر إعفاء ضريبي جزئي، لكن المتقاعدين اكتشفوا أن هذا “الإحسان المالي” لا يشمل إلا قلة قليلة، فيما البقية نالت زيادات أسطورية بمعدّل 20 إلى 90 درهمًا، أي ما يكفي لشراء نصف كيلو لحم كل شهر! أحد المحتجين لم يتمالك غضبه قائلًا: “هل هذه هي تسوية أوضاعنا؟ أم مزحة ثقيلة على حساب شيخوختنا؟”
المتظاهرون جاؤوا من مختلف جهات المغرب، يحملون آمالًا أثقل من مظلاتهم التي لم تحمهم من وابل الوعود السابقة. الشبكة المغربية لهيآت المتقاعدين أكدت تشبثها بخيار “الوحدة والنضال”، لأن “الشارع سيظل بيت المتقاعدين حتى تحقق مطالبهم.. أو يصبح معاشهم يكفي أكثر من فاتورة الكهرباء!