
قرصنة الاتصالات في قلب طنجة: ثلاثة صينيين يسقطون في شبكة سلكية أكثر تعقيدًا من مكالماتهم!
دابا ماروك
في واحدة من الحكايات التي تتخطى حدود الواقع، تمكنت عناصر الشرطة بطنجة يوم السبت فاتح فبراير من القبض على ثلاثة مواطنين صينيين، كانوا قد قرروا خوض مغامرة غير مشروعة في مجال “القرصنة الهاتفية” وكأنهم في فيلم أكشن مملوء بالمفاجآت. هؤلاء الثلاثة، الذين كانوا يعتقدون أنهم قادرون على خداع الجميع بشبكاتهم السرية وأجهزتهم الخفية، وقعوا في قبضة الشرطة، حيث تبين أنهم لم يكونوا في عطلة سياحية، بل في مهمة معقدة جدًا: قرصنة المكالمات الهاتفية الوطنية!
العملية بدأت في قلب القرى النائية، حيث تم توقيف هؤلاء “القراصنة الرقميين” في منطقة اكزناية بضواحي مدينة طنجة، بينما كانوا في حالة تلبس مع معداتهم الإلكترونية، التي تكشف عن عبقريتهم في تحويل المكالمات الدولية إلى مكالمات محلية، ليحصلوا بذلك على ربح مالي فاحش من الفرق في تعريفة المكالمات بين البلدان.نعتقد أنهم كانوا يظنون أن القرصنة على المكالمات أمر “سهَل” ولا يثير الانتباه. ولكن بالطبع، لا شيء يمر دون أن تلتقطه عيون الشرطة.
بعد أن تمت محاصرتهم، لم يكتفِ رجال الأمن بالقبض عليهم فقط، بل تم تفتيش منزلهم، ليكتشفوا ما يشبه “مستودع الأجهزة” أكثر من كونه مجرد منزل عادي. الحواسيب الثابتة والمحمولة كانت منتشرة هنا وهناك، بينما الشرائح الهاتفية كانت تتراكم في كل زاوية. أما المعدات الإلكترونية السلكية واللاسلكية، فهي أشبه بمختبر سري يستخدم في تحايل على أنظمة الاتصالات المحلية والدولية. كان الأمر يبدو وكأنهم قد أقاموا مختبرًا خاصًا لجمع المال من المكالمات الهاتفية، كما لو أن لديهم مشروعًا تجاريًا في “القرصنة”!
وفي خطوة لم تكن مفاجئة بعد تلك الفوضى، تم إخضاع الثلاثي للبحث القضائي، وبدأت النيابة العامة التحقيق في هذا النشاط غير القانوني الذي يعد بمثابة جريمة في عالم الاتصالات. فلا أحد يعرف حقيقةً كيف يمكن لهذا النوع من الأنشطة أن يمر دون أن يثير الانتباه، خاصة أن عائداته المالية قد تكون ضخمة. حتى اللحظة، لا أحد يعرف الدوافع الحقيقية وراء هذه العملية، ولكن لا شك أن التحقيقات ستكشف الكثير عن كيفية تخطيطهم لتنفيذ هذا النشاط المربح.
وفي نهاية المطاف، يمكن القول أن هؤلاء “اللصوص الرقميين” قد وقعوا في فخهم الخاص، حيث أنهم كانوا يظنون أن ابتكار وسائلهم واحترافية أدواتهم ستمنحهم حماية، ولكن جاءت الشرطة لتفضحهم على الملأ، ولتذكرنا بأن من يعتقد أنه يستطيع اللعب في الظلام، سيجد نفسه دائمًا تحت الأضواء في النهاية. فحتى وإن كانت الطرق الرقمية مليئة بالثغرات، فلا شيء يمكن أن يمر دون رصد، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالتلاعب في نظم الاتصالات الوطنية.