مجتمع

سائقو النقل المزدوج في طنجة: بين “التعسف” و”الحجز المبرر”!

دابا ماروك

طنجة، المدينة التي لا تنام، استيقظت أمس الجمعة على مشهد احتجاجي جديد أمام مقر ولاية الأمن، حيث قرر عدد من سائقي النقل المزدوج رفع شعار “الغرامات التعسفية”، مطالبين بتوضيحات رسمية حول أسباب حجز مركباتهم. والسبب؟ يقولون إن القانون يلاحقهم بلا رحمة، وكأن احترام المسارات المسموح بها، وعدم نقل الركاب من أماكن غير مرخصة، أو تجنب “النقل السري”، مجرد تفاصيل ثانوية في عالم المواصلات الحرة!

المحتجون، الذين يعتبرون أنفسهم ضحايا ظلم غير مبرر، تجاهلوا أن قرارات الحجز والغرامات ليست من باب التسلية، بل بناءً على مخالفات واضحة، تطبَّق وفق قرارات ولائية سابقة. فوالي الجهة لم يقرر بين عشية وضحاها أنه سيُدخل مركباتهم في “سبات شتوي” داخل المحجز لشهرين أو أكثر، بل جاءت هذه الإجراءات كخطوة لضبط قطاع أصبح أقرب إلى السير في “الاتجاه المعاكس”!

الغريب أن بعض السائقين لا يرون في تجاوز القانون أي مشكلة، بل يعتقدون أن القيادة بأسلوب “كل الطرق تؤدي إلى الربح” حق مكتسب. ومع ذلك، تصرّ السلطات على أن التنظيم ضرورة وليس ترفًا، وأن حقوق الركاب وأمنهم ليست مجرد تفاصيل يمكن القفز عليها. وبينما يستمر الجدل بين “الالتزام بالقانون” و”الحق في العشوائية”، يبقى قطاع النقل المزدوج بين مطرقة السائقين وسندان التشريعات، في انتظار حل يحقق “المعادلة المستحيلة”!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى