
نكتب ما لا يجرؤون على نشره.. بين السخرية والجدية في زمن التطبيل!
محمد صابر
ها نحن هنا مرة أخرى، حيث لا مجال للمجاملات الفارغة، ولا مكان لـ”صحافة تزيين الواقع” التي تسعى لإقناعنا بأن “كلشي بخير”، بينما الواقع يصرخ بعكس ذلك. اخترنا لأنفسنا مسارًا شائكًا، مليئًا بالأشواك، لكنه طريق نؤمن به، لأنه لا يوجد معنى للكتابة إن لم تكن جريئة، مستقلة، وملتزمة بضميرها قبل أي شيء آخر.
بين السخرية والجدية: معادلة صعبة لكنها ضرورية
نحن لا نمارس الكتابة كوظيفة روتينية، بل نراها سلاحًا نستخدمه لمحاربة الركود الفكري والخطابات المعلبة. أحيانًا نجد في الأسلوب الساخر الطريقة الأكثر فعالية لإيصال رسائل ثقيلة دون أن يشعر القارئ بثقلها. لكننا، في المقابل، لا نهرب من الجدية عندما يتطلب الأمر ذلك، خصوصًا عندما يموت الخبر، أي عندما ينتهي السبق الصحفي، ويحين وقت التحليل والتفكيك والتأمل فيما وراء العناوين السطحية.
نحن ندرك جيدًا أن القضايا الاجتماعية لا تنفصل عن الاقتصاد والثقافة، ولذلك نهتم بالبحث في الملفات العميقة التي تشكل معيشنا اليومي، بعيدًا عن الإثارة الرخيصة. لا نلهث وراء “الترند” لمجرد تحقيق نسب مشاهدة عالية، بل نفضل أن نمنح قراءنا محتوى يستحق وقتهم.
الصور.. بين الأمانة والابتكار
لا نؤمن بسرقة مجهود الآخرين، ولا بنهج سياسة “الكوبي-كولي” التي باتت عادة لدى كثير من المنابر التي تنشر يوميًا صورًا مسروقة وأخبارًا معاد تدويرها. لهذا السبب، نفضل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لإنتاج صور تعبيرية وتقريبية تعكس مضمون مقالاتنا، بدلًا من أن نكون مجرد لصوص صور كما يفعل البعض بلا خجل.
صحافة “كولوا لعام زين”؟ لا نبيع الوهم!
نعرف أن هناك صحافة لا تتردد في تلميع الواقع وتقديم صورة وردية عن كل شيء، حتى عندما يكون السواد طاغيًا. جيش من “الطبالة والزمارة” يعمل يوميًا على إيهام الناس بأن الأمور على ما يرام، لكننا نؤمن بأن الزمن كشاف وفضاح، وأن أكاذيب اليوم ستنكشف غدًا، وأن من يبيع الوهم سيجد نفسه في النهاية بلا مصداقية.
نحن لا نكتب لغاية في نفس يعقوب، ولا ننشر مقالاتنا بخلفيات مبيّتة، سواء كانت ابتزازًا أو تصفية حسابات. لم نكن يومًا ولن نكون من الذين يتعاملون مع الكلمة كأداة للمساومة. لهذا السبب، لا ننجرف خلف الإشاعات، ولا نمارس التشهير، ولا نتورط في نشر الأكاذيب، حتى عندما نكتب بأسلوب ساخر يجعل بعضهم يظن أننا نمزح. نحن لا نمزح عندما يتعلق الأمر بالمبادئ!
نكتب ما لا يجرؤون على نشره
كم من مرة صادفتم قضية لا تجد طريقها إلى الإعلام؟ كم من مرة شعرتم أن هناك أخبارًا لا تُنشر لأنها قد تضر بمصالح جهات معينة؟ نحن نكتب عن هذه القضايا، لأننا لا نخشى على “المصالح”، ولا نرى أن الكرامة يمكن أن تكون عملة قابلة للتفاوض.
الغيرة على المهنة.. الغيرة على الوطن
ليس المال ولا المصالح ما يدفعنا إلى إثارة بعض القضايا، بل هي الغيرة التي تعشش داخلنا، والتي تجعلنا نؤمن بأن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل مسؤولية تجاه المجتمع. نحن نبحث عن الحقائق كما هي، لا كما يريد البعض أن نراها، وننفق ساعات طويلة في التقصي والبحث والتحليل لنقدم لكم مقالة واحدة قد يقرأها البعض في خمس دقائق، لكنها قد تكون حصيلة عمل دام وقتا طويلا.
نحبو… لكن بثبات
نحن لا ندعي أننا بلغنا الكمال، بل نعرف أننا ما زلنا في مرحلة البناء، وأن أمامنا طريقًا طويلًا للوصول إلى الأهداف التي وضعناها لأنفسنا. لكننا نحبو بثبات، ونعمل بصبر، ونؤمن بأن كل خطوة، مهما كانت صغيرة، تحمل معنى عندما تكون في الاتجاه الصحيح.
تحية لكل من دعمنا منذ البداية
لن نختم دون أن نوجه شكرًا لكل من آمن بنا منذ البداية، لكل من دعمنا معنويًا، ولكل من رأى في هذا المشروع الإعلامي شيئًا مختلفًا يستحق أن يستمر. ولأن الشكر من شيم الكرام، فإننا لا ننسى أن نخص بالذكر شخصًا كان سندًا لنا منذ اللحظات الأولى، رجلًا يفيض إنسانية وطيبة، إنه الصديق والأخ سي محمد أبناي، الذي يستحق منا كل التقدير.
نواصل المسير، بكم ومعكم، بلا تملق، بلا مجاملات، وبكثير من الإصرار على قول الحقيقة كما هي، لا كما يريدها البعض!