مجتمع

وزارة التربية ونقابات التعليم… حوار بـ’العبث المتبادل’ وجلسات لتضييع الوقت بامتياز!

دابا ماروك

يبدو أن جلسات الحوار القطاعي بين وزارة التربية الوطنية ونقابات التعليم تحولت إلى ما يشبه المسرحية الكوميدية الرديئة. فقد قررت الجامعة الوطنية للتعليم التابعة للاتحاد المغربي للشغل ترك هذا السيرك والانصراف في هدوء… أو لنقل انسحبت بكبرياء الجريح!

في بلاغ أقرب إلى بيان نعي للعملية الحوارية، صرحت الجامعة بأنها كانت تتوقع أن تبدأ الوزارة في معالجة “كومة المصائب” التي تراكمت على رؤوس الشغيلة التعليمية. لكن بدل ذلك، فوجئت بما وصفته بـ”العبث المقدس”، حيث يبدو أن الوزارة باتت تؤمن بمبدأ “احشر من تشاء، فلنلاحظ النتائج”.

الكاتب العام و”مواهب التمديد”

حسب البلاغ، ظهر الكاتب العام للوزارة وكأنه مدرب كرة قدم يحاول تهدئة جمهور غاضب عبر إشراك لاعبين من المدرجات. فقد قرر إقحام وجوه جديدة في جلسات الحوار، وجوه لا علاقة لها لا بالنقابات ولا بالحوار، وربما بالكاد لها علاقة بالتعليم أصلًا.

يقول البلاغ إن الكاتب العام يبدو وكأنه متخصص في “تمطيط الاجتماعات” و”ربح الوقت”، وربما لو كان في مسابقة عالمية في فن التسويف لحصل على الميدالية الذهبية. أما عن محاولاته لإرضاء بعض الفئات، فالواضح أنها أشبه بـ”العلكة” التي تفقد طعمها بعد دقيقة واحدة.              تمثيليات أم تهريج؟

تمثيليات أم تهريج؟

الوضع بلغ ذروته عندما اكتشفت الجامعة أن أحد الحاضرين في الاجتماع ليس سوى عضو في تنسيقية عشوائية، لا تربطه أي علاقة بالنقابات الأكثر تمثيلية. والأطرف من ذلك، أن هذا الشخص أمسك هاتفه وبدأ في تسجيل كلمة عضو المكتب التنفيذي للجامعة، مما أثار أعصاب الجميع. بالطبع، التساؤلات حول نوايا هذا التصرف فجرت الغضب، خاصة أنه لم يكلف نفسه عناء تسجيل كلمات باقي الحاضرين، وكأنه كان في مهمة تجسسية مصغرة!

مهزلة أم مهارة؟

على مواقع التواصل الاجتماعي، تضاربت الروايات. بعضهم قال إن هذا الشخص ينتمي للجامعة الحرة للتعليم التابعة للاتحاد العام للشغالين، بينما خرج الكاتب الوطني للجامعة الحرة ليقول: “عذرًا، لسنا نحن المسؤولين عن هذه الفوضى”. هكذا، استمر تبادل الاتهامات كأننا في حلقة جديدة من مسلسل “من سرق الدجاجة؟”

النهاية: الجامعة الوطنية للتعليم تسحب البساط

في النهاية، الجامعة الوطنية للتعليم اختارت الانسحاب من هذا الحوار الذي لا يبدو أنه حوار بقدر ما هو بازار سياسي. وبررت انسحابها بعبارات رنانة مثل “صونا لالتزاماتها المبدئية” و”احترامًا لكرامة الشغيلة”.

ما زلنا ننتظر أن تقوم الوزارة بتوضيح موقفها، لكن يبدو أن الحوار القطاعي هذا العام يثبت مرة أخرى أن التعليم هو آخر اهتمامات البعض، طالما أن “البهرجة” تسير على قدم وساق.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى