مجتمع

عودة احتجاجات وإضرابات شغيلة الجماعات الترابية: حوار اجتماعي… ولكن أين هو؟

دابا ماروك

قررت النقابات الأربع القطاعية في الجماعات الترابية العودة لسلسلة من الاحتجاجات والإضرابات، بعدما تبين أن جولات الحوار الاجتماعي القطاعي لا تتقدم إلا عبر طريقة واحدة: التأجيل. نعم، عادت العجلة تدور من جديد، لكن هذه المرة على إيقاع الغضب والخذلان.

في بيان مشترك، أعلنت النقابات عن اعتصام سيُقام أمام مقر المديرية العامة للجماعات الترابية في الرباط يوم 30 يناير 2025، على الساعة الحادية عشرة صباحًا، يتزامن مع إضراب وطني لمدة 24 ساعة. لكن المفاجأة الكبرى أن الاعتصام لن يكون الوحيد، فهناك أيضًا وقفات احتجاجية في جميع ولايات الجهات، سيتم تحديد أماكنها وتوقيتها خلال الاعتصام ذاته! من الواضح أن الشغيلة الجماعية لن تقف مكتوفة الأيدي بعد الآن، بل ستظهر في كل زاوية، أمام كل مقر، وبكل قوة.

البيان أشار إلى أن هذه العودة للاحتجاجات جاءت بسبب ما وصفته النقابات بـ “هدر وقت الحوار القطاعي”. ماذا تعني “هدر وقت”؟ تعني ببساطة أن الجلسات التي كانت تعقد، كانت إما تؤجل بلا مبرر أو تسير في دوامة من المماطلة. وآخر ضحايا هذه المماطلة كان تأجيل جلسة 28 نونبر 2024 التي لم يتم الإعلان عن موعد جديد لها حتى الآن! لا أحد يعلم متى سينتهي هذا “الحوار” المزعوم.

والأمر لا يقف عند هذا الحد، فالمعاناة مستمرة لجميع العاملات والعاملين في القطاع، رغم أن اتفاقات محفزة قد تم توقيعها في باقي القطاعات العمومية. فهل ننتظر أن تأتي المنح والمكافآت لهم أيضًا، أم أن “الجهود غير مرئية” في القطاع الجماعي لا تستحق التقدير؟

النقابات الأربع أكدت في بيانها على أنها قدمت الكثير من “حسن النية” وتفهمت المماطلات والمخاوف، ولكن الآن أصبح من الواضح أن “الإرادة الحقيقية” غائبة تمامًا. فهل سيظل الحوار في مكانه، أم أنه سيظل مجرد “حديث” دون أي خطوة للأمام؟

إذن، إذا كنت من الشغيلة الجماعية، فاستعد لمزيد من الوقفات، لأن مطالبك ستُسمع، حتى لو اضطُر الجميع للحديث بنفس اللغة التي تُفهم جيدًا: الاحتجاج والضغط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى