مجتمع

بين غلاء المعيشة وصراع الطبقات: هل تتحول المسيرات الاحتجاجية إلى ثورة الكُسكُس؟

محمد الفضالي

في المغرب، يبدو أن السياسة قد انتقلت من البرلمان إلى موائد الطعام، حيث أصبح المواطنون يُقيسون رفاهيتهم اليومية بأسعار البطاطس والطماطم أكثر من مؤشرات النمو الاقتصادي.

الأسواق: من شريان الحياة إلى بؤرة الاحتجاج

الأسواق الشعبية، التي كانت تمثل الروح الحقيقية للمدن والقرى، تحولت إلى ميادين غضب يومي. المواطن البسيط الذي كان يتوجه إلى السوق بميزانية متواضعة لإعداد “الطاجين” يجد نفسه اليوم يتساءل: هل بات تناول اللحوم والطماطم حلمًا؟

“واش كسكُس بلا خضرة باقي يتسمى كُسكُس؟” تساؤل أثار موجة من السخرية الممزوجة بالأسى على وسائل التواصل الاجتماعي.

قطاع النقل: بين الطاكسيات والطرامواي

بينما تستثمر الحكومة في مشاريع عملاقة مثل “الطرامواي” و”القطار الفائق السرعة”، يعاني سائقو سيارات الأجرة من منافسة غير عادلة وأسعار وقود مرتفعة. يقول أحد السائقين بغضب:

“باغيين يربحونا بطرامواي.. وحتى اللي عندو سيارة يدير حساب الكازوال.. فين غادي توصل هادشي؟!”

الجهات الرسمية: وعود أكثر من البطاطس في السوق

على الطرف الآخر، تصر الجهات الرسمية على أن الحلول قادمة، لكن المواطنين يرون أن تلك الحلول تأتي بسرعة سلحفاة، بينما أسعار المعيشة تركض كالفهد. الخطابات السياسية، المزينة بالأرقام والتقارير، لم تُشبع أفواهًا خاوية.

الشباب: بين قوارب الموت ووعود المستقبل

اليأس من الوضع دفع العديد من الشباب إلى الهجرة غير الشرعية عبر البحر، بحثًا عن فرص أفضل. يقول أحدهم:

“في بلادي شاب بديبلوم كيقلب على عمل كيلقاو الحوت قبل ما تلقاوني نْتا.”

النهاية: صحن كسكس بنكهة الاحتجاج

إذا استمر الوضع على حاله، فقد يصبح الكسكس رمزًا للاحتجاجات الشعبية. ربما يأتي اليوم الذي تُرفع فيه الأطباق بدل اللافتات في المسيرات الشعبية، في إشارة إلى أن الاقتصاد لم يعد يُشبع بطون الناس ولا آمالهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى