ضحك كالبكاء: حين يلتقي الهزل مع المأساة!
دابا ماروك
في عالمنا اليوم، يقال إن الضحك كالبكاء: الأول يأتي من القلب بينما الثاني ينساب عبر الدموع. ولكن هل يمكن للضحك أن يكون بهذا العمق؟ هل فعلاً يمكن أن تضحك لدرجة أنك تكاد تموت من الضحك؟ يبدو أن الحياة تملك مواهب فريدة في إضحاكنا في أوقات لا نتوقعها.
تخيل هذا المشهد: أنت جالس في اجتماع عمل هام، وفجأة، تكتشف أن ملفاً مهمًا تم إرسال تقريره إلى الموظف الخاطئ! ولأن الحياة تحب المفاجآت، يبدأ الموظف الآخر، الذي لم يتلق التقرير، في إلقاء نكتة سخيفة عن “كيف أن الكلب يمكن أن يحل محل الكمبيوتر في مكان العمل”، وطبعًا، هنا لا يسعك سوى أن تضحك، وتضحك، حتى يلتقي الضحك بالبكاء.
إنها لحظات عجيبة، فعندما تضحك حتى تكاد تسقط من كرسيك، أنت لا تعلم إذا كانت تلك الضحكة رد فعل لتوتر الحياة أو مجرد محاولة لجعلنا نواجه الحقيقة على طريقتنا. فنحن جميعًا نعيش في عالم حيث يُقال لك أحيانًا: “لا تضحك، فالأمور جادة!”، بينما الحياة نفسها تتنقل بين أضحوكة وأخرى.
وفي هذه اللحظات السريالية من الحياة، يتسابق عقلك بين التوتر والفرح، وتجد نفسك تضحك رغم المواقف التي كانت في يوم من الأيام تستحق البكاء. مثلما يقولون: “تضحك حتى تبكي، لكن في الواقع، أنت تبكي حتى تضحك!”، وفي النهاية، عندما تلتقي الدمعة بالابتسامة، يكون ذلك النوع الفريد من الضحك الذي يبدو وكأنك قد نجوت للتو من مصيبة.
أحيانًا، يحدث ذلك في مشهد لا يمكن تصديقه: قد تكون في جنازة، والجميع يبتسم، ويضحك، وتجد نفسك لا تستطيع التوقف عن الضحك بينما تشعر بأنك مشلول من الصدمة. وفي تلك اللحظة، يأتيك السؤال الذي لا يفارقك: “هل نحن حقًا نضحك لأننا سعداء؟ أم أننا نضحك لأن الحياة تقسو علينا فنتخذ منها مادة للضحك؟“
ففي كل لحظة ضحك، نحن نحتفل بحالة الإنسانية المدهشة التي تجمع بين المتناقضات، والضحك كالبكاء، أو بالأحرى، هو وجه من أوجه حقيقة عميقة: أن الحياة لا تتوقف أبدًا عن إرباكنا، وكلما حاولنا أن نكون جادين، تفاجئنا الضحكة المفاجئة بأنها “النجاة الوحيدة” من دمار يومنا.
هل تضحك لأنك تجد السعادة في المواقف الغريبة؟ أم أنك تبكي في سرّك بسبب مدى استحالة الحياة؟ الأكيد أننا نضحك ليس لأن الأمور جميلة، بل لأننا نرفض أن نكون ضحايا لمشاعرنا!