مجتمع

المحمدية… حيث تُعبَّد الطرق وتُدفن الأحلام تحت الإسفلت!

دابا ماروك

500 مليون درهم فقط؟! يا له من عرض “رخيص” جدا!

في المحمدية، حيث المشاريع “الخيالية” تهبط من السماء كالهدايا المعلبة، أطلق المجلس الجماعي مشروعًا جديدًا بمسمى عريض: “تهيئة طرق المدينة”. ولأن السخاء عنوان المرحلة، لم يكلف المشروع سوى… 500 مليون درهم! آه، لا تستغربوا، فهذا الرقم “الرخيص جدًا” يُعادل مصاريف تنظيف أسنان ديناصور من العصر الحجري مع جلسة “مساج” على حساب ميزانية المدينة.

طبعًا، كل شيء واضح وشفاف؛ طرق جميلة، غبار متناثر، وحسابات منتعشة! والمواطن؟ له نصيب أيضًا… نصيب من الحفر الجديدة، والمطبات التي تُصنف كآثار وطنية بعد سنة أو سنتين من “الإصلاح”.

مشروع بقيمة 50  مليار؟ لا حاجة لطبّالة وزمارة!
500 مليون درهم فقط، ولا حفلة موسيقية تُدشن هذا “الإنجاز”! لا افتتاح فاخر، ولا حتى طاولة بسكويت وشاي. يبدو أن الغلاف مقتصر فقط على الطرقات المزعومة، بينما الاحتفالات أُلغيت لتوفير النفقات. أليست هذه قمة الترشيد؟

لكن دعونا نتساءل ببراءة:

  • هل هذه الطرق تُعبد لتسهيل حركة السيارات، أم لتسهيل حركة الأرقام نحو أرصدة لا نعلمها؟
  • هل هذه الحفريات التي تسبق “الإصلاح” مجرد بروفة جديدة لفيلم طويل، عنوانه “الطريق إلى الهاوية”؟

غبار.. وميزانية تُصفق للسراب!
أبشروا يا سكان المحمدية، فالغبار الذي يملأ الأجواء ليس مجرد تلوث عابر، بل هو ستار سحري يُخفي أسرارًا أعمق من كهوف مغارة علي بابا. كل حبة غبار تُمثل جزءًا صغيرًا من فاتورة كبيرة قد لا يدرك المواطن العادي تفاصيلها، لأنه “ببساطة”… ما دخلكم أنتم؟!

خلف الكواليس: مسرحية بلا جمهور
المحمدية تسير بخطى ثابتة نحو “التقدم”… ولكن للخلف. فنحن نعيش في زمن تُعبَّد فيه الطرق لتتسع لا لسيارات السكان، بل للشاحنات المحملة بالفواتير . نعم، مشروع بملايين الدراهم لا يسأله أحد.

في الختام
إذا كان مشروع كهذا يُكلف 50 مليار، فهل سيكلف إصلاح المدينة بأكملها ميزانية “دولة”؟ أم أن الجواب، كالمعتاد، سيضيع وسط الغبار الذي لا يلبث أن يهدأ حتى يعلو مجددًا؟

نصيحة أخيرة: لا تفكروا كثيرًا، استمتعوا بالمشهد. فنحن في مدينة لا تُعبد فيها الطرق، بل تُعبد فيها “الأرقام”… والأرقام فقط. 500 مليون درهم؟ سعر معقول جدًا لصناعة الوهم!

نحن لا نفهم في لغة هذه الأرقام الفلكية التي تُطلَق حول “500 مليون درهم” وكأننا في فيلم خيال علمي، لكن الشارع المحمدي -ولله الحمد- يعرف جيدًا أين تُصرف تلك الأموال… من رمل وأتربة، إلى “مشاريع” لا تكتمل أبدًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى