مجتمع

إعادة البناء بعد زلزال الأطلس: وعود الحكومة التي تحولت إلى كوابيس

دابا ماروك

إذا كنت تبحث عن تقييم لبرنامج إعادة البناء بعد زلزال الأطلس الكبير، فيبدو أن الحكومة المغربية قد قررت أن تكتفي بالوعود وتعتبرها كافية! التقرير الأول للمرصد حول هذا البرنامج، الذي كان كمن يطلب معجزة بعد الزلزال، أظهر بوضوح أن الحكومة “فشلت في الوفاء بما وعدت به” وأن العملية تتجه نحو طريق مسدود يسمى “التدبير المتعثر”. ومن المعروف أن الأشياء المتعثرة لا تذهب إلى أي مكان، ولكن دعونا نرى إلى أين يقودنا هذا التحليل.

التقرير الذي جاء في ستين صفحة، بدأ منذ شهر شتنبر 2023، ولا يزال يحدق في المستقبل القريب. رصد التقرير أن عملية إعادة البناء بطيئة كالسلحفاة، مع جميع الصعوبات الهيكلية التي تواجهها: من تقديم الدعم المالي في أجزائه الأولى، إلى تخبط المخططات الهندسية، وصولاً إلى الحصول على مواد البناء. يبدو أن الأمور تسير كمن يحاول بناء منزل بلا أساس.

أما الدعم في المراحل التالية (الشطر الثاني، الثالث، والرابع)، فقد جعل المواطنين يشعرون أنهم في حلقة من مسلسل طويل ومربك. وعندما يتعلق الأمر بالمساعدات، ففي النهاية، المجاهدين من المجتمع المدني والقوات المسلحة ومؤسسة محمد الخامس قد بذلوا جهداً، ولكن كما يقول المثل، “المجتهد لا يعوض المتعثر”. الجميع كان يحاول، ولكن تبقى معاناة المواطنين مستمرة.

أما بالنسبة للبناء، فيبدو أن الحكومة قررت أن “البناء الإسمنتي” هو الحل الأفضل، رغم أن هذا يتعارض مع تعليمات الملك الذي يطالب بالحفاظ على التراث الثقافي. فمن الواضح أن التراث ليس سوى كلمة مرسومة في الكتب.

وفيما يتعلق بصرف المساعدات المباشرة، يمكن القول أن “الأمور كانت تسير بشكل جيد” لكن هناك شكاوى بسبب بعد المسافة عن البنوك ورسوم التحويل البنكي. يبدو أن الحكومة كانت أكثر اهتماماً بتحويل الأموال من تحويل الواقع.

التقرير ينتهي بتوضيح أنه على الرغم من “التزامات” الحكومة ووعودها، إلا أن الأمور كانت ضبابية ولم يتم تحديد مصادر التمويل بشكل واضح. ناهيك عن غياب التنسيق بين السلطات المحلية والتعاون الدولي. وبالنسبة لميزانية الدعم، لم يكن هناك وضوح حول كيفية تخصيصها، وكل شيء كان في حالة من “التأخير” الدائم.

وختم التقرير بالحديث عن معاناة قطاعي التعليم والصحة في المناطق المتضررة، حيث لا تزال الأمور بعيدة عن الوعود التي تم تقديمها. وهذه الوضعية، بحسب المرصد، “قد تكون وقوداً لحراك اجتماعي في المستقبل القريب”.

باختصار، يبدو أن عملية إعادة البناء كانت مجرد خدعة كبيرة على المواطنين. ولكن لا تقلقوا، فالحكومة تعمل بجد… في تأجيل كل شيء!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى